تنظيم ندوة حول الوحدة الوطنية بالجزائر توحيد الخطاب الديني في المساجد وواجب العلماء الجزائريين ترقيته اعتبر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، أن لجوء بعض المواطنين إلى طلب فتوى من مشايخ غير جزائريين عبر القنوات الفضائية «تفككا»، مشيرا أن لكل قناة هدف يسعى مالكها إلى تحقيقه، سواء كان ثقافيا أو ماديا (تجاريا)، ومنها ما تريد أن تستفيد من الخلافات السياسية، فتستثمر فيها لتمرير أفكار عقائدية وإديولوجيات، يمكن أن تشكل خطرا داهما على المجتمع الجزائري. أكد غلام الله وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى، أنه لا يمكن أن نجر الاختلاف السياسي وجعله خلافا دينيا، «وهذا خطأ ترتكبه بعض القنوات، عندما تستضيف أساتذة أو فقهاء لهم أهداف سياسية، وهنا يأتي دور المجلس الإسلامي الأعلى لتوضيح الرؤية». وقد طرح في هذا الإطار، مسألة الإفتاء في الجزائر ودور المجلس، وهو هيئة دستورية، في الإجابة على تساؤلات المواطنين حول القضايا الدينية، منها الجدل الذي أثير مؤخرا حول تحديد الأثنين الفارط، اليوم الأول من محرم (بداية السنة الهجرية الجديدة)، وما تبعه من تساؤل آخر حول عاشوراء، الذي حدد يوم الأربعاء، وذلك أن المسألة هنا تعني اليومين اللذين يتم الصيام فيهما. وقد أجاب غلام الله، أمس، عبر أثير القناة الإذاعية الأولى على هذا الانشغال، حيث اعتبر أنه لا حرج في ذلك وأن بإمكان الجزائريين أن يصوموا الثلاثاء والأربعاء، موضحا أن هذا الصيام مستحب وليس فرضا. مثل هذه المسائل وغيرها تحتاج إلى فتوى من أهل الاختصاص من الجزائر، بحسب ما أفاد به المتحدث، الذي شدد على توحيد مسألة الإفتاء في الجزائر بحكم أن الإسلام هو دين الدولة وهو موجود في المادة الثانية في الدستور، مؤكدا أن الإفتاء في المسائل الفقهية يجب أن تسير على منهج واحد متفق عليه. كما شدد على ضرورة توحيد الإفتاء في المسائل الدينية والفقهية في الجزائر، وكذا اجتناب الأمور التي تسيء إلى المقومات الأساسية من خلال ربط المسائل السياسية والاقتصادية بالدينية. وقال في هذا الصدد، ظهرت في الجزائر بعض الطوائف وتعدد الإديولوجيات الدينية، من التشيّع إلى الطائفة الأحمدية، حيث تم القبض على مجموعة منها بولاية سكيكدة، تؤمن بوجود شخص يدعى «ميرزا» جاء بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم). وأشار الدكتور غلام الله في ردّه على الأسئلة المطروحة، إلى السلفية في الجزائر التي ظهرت بعد الاستقلال «السبعينيات والثمانينيات» وهي في الحقيقة، كما قال، «حق أريد به باطل»، نشر المذهب الحنبلي. والسلفيون لا يعترفون إلا «بحنبليتهم». وأخطر من ذلك، يكفّرون من لا يؤمن بأفكارهم، فهم يكفّرون «الإباظيين»، فأدخلوا الشقاق، ومع الأسف وجدوا «من يسيروا من الجزائريين» وبذلك فتحوا الباب لإديولوجيات أخرى. هنا أكد أن المجلس الإسلامي الأعلى، بالتعاون مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ووزارة الثقافة، مع قطاعات أخرى والأحزاب السياسية كذلك، نعمل على توعية المواطنين الذين يتفاوتون في درجة التعليم والثقافة، من أجل الحفاظ على وحدة الجزائر الدينية. كما شدد ضرورة تربية الأجيال الصاعدة على مبدإ ديني صحيح، من خلال إشراك المعلمين والأساتذة والمثقفين بصفة عامة لحماية الأجيال من العدوان الإيديولوجي. وذكر في هذا السياق، أن وزارة التربية الوطنية، قد بعثت باستشارة حول المناهج التربوية المعتمدة في الجيل الثاني من الإصلاحات، قائلا: «نحن نعمل من أجل تقويم وإنجاز المناهج المتعلقة بالتربية الإسلامية والتعليم الديني بصفة عامة، لأن هذا يضمن وحدة الدين». كما أكد على ضرورة توحيد الخطاب الديني في المساجد وترقيته من طرف العلماء، على أن ينتقل من الأوليات إلى المسائل الأخرى، حتى تكون لدينا ثقافة دينية تحصن المسلم من الانحراف والخروج. في سياق مغاير، أعلن غلام الله عن تنظيم ندوة وطنية حول الوحدة الوطنية هنا بالجزائر، وكذا ملتقى سنوي سيكون في مارس من العام القادم، بالإضافة إلى استصدار مجلة قد تكون شهرية أو ثلاثية، وذلك وفق الإمكانات المتوفرة.