يتحول سنويا المهرجان العالمي للثقافة والسينما بالصحراء الغربية، إلى منصة لدعم قضايا التحرر ومساندة الشعوب المستضعفة، حيث افتتحت طبعته 13 رسميا بولاية الداخلة بمخيمات العزة والكرامة بتندوف، وسط مشاركة دولية عربية وغربية واسعة، تؤكد تضامن أهل الفن السابع مع الشعب الصحراوي ضد الاحتلال. جريدة «الشعب» شاركت في الحدث وتنقل أدق تفاصيله. يعد المهرجان العالمي للثقافة والسينما بالصحراء الغربية، أكبر تظاهرة عالمية توحد أهل الفن السابع على هدف واحد، يتمثل في مناصرة قضايا التحرر. وتشكل التظاهرة التي تحمل بعدا إنسانيا بالدرجة الأولى فضاء لالتقاء ثقافات متنوعة، هدفها التسابق بأفلام ونيل جائزة رمزية في نهاية المهرجان. تحولت ولاية الداخلة بمخيمات العزة والكرامة، على حد تعبير الشعب الصحراوي، إلى قبلة لأشهر الممثلين الوافدين من كل أنحاء العالم للمشاركة في الطبعة 13 لمهرجان السينما العالمي، وسط تحضيرات جد محكمة تتزامن وإحياء الشعب الصحراوي الذكرى 41 للوحدة الوطنية الصحراوية التي يحتفل بها سنويا يوم 12 أكتوبر. ما يميز هذا المهرجان، الذي يحمل شعار: ‘'شعوب تحت الاحتلال''، هو الحضور المتميز لفاعلين ثقافيين دوليين، على غرار الممثلة الإسبانية الشهيرة كارلا فاراناس ومخرجين من عدة دول عربية، على غرار فلسطين ومصر والأردن والسعودية، تونس ولبنان. ويتنافس على طبعة المهرجان، 53 فيلما وثائقيا للظفر في الأخير بجائزة رمزية تعبر عن تضامن الشعوب مع القضية الصحراوية. وتشارك الجزائر بثمانية أفلام، بحسب ما أكده الأمين العام لوزارة الثقافة الصحراوية في تصريح للصحافة، أمس، مشيرا إلى أن ثلاثة أفلام في المنافسة الرسمية وخمسة في العروض خارج المنافسة الرسمية. ويتضمن المهرجان ورشات تكوينية متعددة، بالإضافة إلى طاولات مستديرة وعروض سينمائية مختلفة، فضلا عن تنظيم سهرات فنية وبرامج موازية ولقاءات رسمية وندوات الصحفية. من بين أبرز الندوات والعروض المنظمة في إطار المهرجان، تنظيم ندوة حول ‘'الصحراء الغربية تحت الاحتلال'' وأخرى حول ذاكرة الشعوب من خلال السينما، فضلا عن تنظيم عروض للأطفال بعنوان ‘'مهرجون بلا حدود'' وكذا تجسيد مخيم ‘'اكديم ازيك''. يأتي تنظيم مهرجان الصحراء الغربية الدولي للسينما، الذي يعد أكبر تظاهرة دولية تنظم في مخيمات اللجوء في العالم، بالموازاة مع التظاهرات والاحتفالات المخلدة للذكرى 41 للوحدة الوطنية واليوم الوطني للخيمة. وقد بدأت الوفود المشاركة بحط الرحال في ولاية الداخلة بمخيمات اللاجئين الصحراويين ابتداء من يوم، أمس، حيث من المتوقع أن يشارك أزيد من 240 مشارك أجنبي يمثلون 28 دولة. وتجري التحضيرات لإنجاح المحفل الدولي على قدم وساق من طرف المسؤولين الصحراويين، حيث طالب الوزير الأول عبد القادر الطالب عمر، في اجتماعه مع اللجنة الوطنية التحضيرية للمهرجان العالمي للسينما، بإنجاح هذه البرامج باعتبارها رسالة للعالم عن كفاح الشعب الصحراوي وعدالة قضيته، مشيرا إلى أنها تجري في ظرف خاص نتيجة تمرد النظام المغربي على الشرعية الدولية والتصعيد الأخير في منطقة الكركرات.