امتزجت مشاعر المواطنين.، أمس، بولاية بومرداس، في أولى قطرات الغيث بين التفاؤل بسنة فلاحية ناجحة ومشجعة، خاصة بالنسبة للفلاحين الذين انتظروا طويلا بداية فصل الأمطار الذي عرف تأخرا نوعا ما هذه السنة، وتخوفات من حدوث فيضانات نتيجة الاضطراب القوي الذي عرفته الولاية بداية من ليلة أمس الأول، وعرف تساقط كميات معتبرة من الأمطار في غياب الحيطة اللازمة وعدم التحضير الجيد من قبل السلطات المحلية لاستقبال الموسم الجديد. بومرداس: ز. كمال استبشر مواطنو ولاية بومرداس ببداية موسم الأمطار وتجنب انطلاق سنة فلاحية صعبة، بالخصوص الفلاحين الذين يشكلون نسبة كبيرة من العمالة الناشطة بالولاية، سواء بالمساحات المسطحة التي تشتهر بإنتاج عنب المائدة، الخضروات والفواكه، أو الأنشطة الجبلية الريفية المعروفة بإنتاج الزيتون وتربية الحيوانات وأبقار الحليب. الاضطراب القوي المصحوب بأمطار غزيرة تهاطلت منذ صباح أمس الأول، كان حديث الساعة والشارع المحلي، ولا تسمع إلا كلمة «أمطار الخير» التي ستعطي الفلاحين في كل الشعب التي تميز الولاية دفعا قويا ومشجعا للانطلاق في موسم البذر وباقي الأنشطة الأخرى، وتزيد من منسوب مياه السدود والحواجز المائية المخصصة للسقي. بالمقابل، غمرت السيول الجارفة الطرق مثيرة مخاوف المواطنين من حدوث كوارث بسبب الفيضانات المحتملة في حال استمرار هطول الأمطار على نفس الوتيرة ولفترة أطول. ففي جولة قادتنا إلى عدد من مناطق الولاية، كانت الصورة نفسها، طرق غمرتها المياه فتحولت إلى برك مائية، خاصة داخل المدن، مما زاد من ضغط وثقل حركة المرور. أكثر من هذا، وهو مؤشر على بداية عملية اهتراء الزفت وأشغال التهيئة الجانبية التي كلفت الملايير بما فيها طرق بلدية ومسالك جبلية حديثة الإنجاز. سيول جارفة حادت عن مجراها الطبيعي بسبب انسداد البالوعات ومجاري الصرف بالطمي ومخلفات أشهر طويلة من النفايات، في مشهد يثير ويعيد نفس الأسئلة عن أسباب انسحاب الجماعات المحلية وعدم اتخاذ أدنى احتياطات السلامة والقيام بأشغال الصيانة الضرورية مع نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف، لتجنب مثل هذه المظاهر السلبية والكوارث الطبيعية التي يتحمل الإنسان جزءا كبيرا منها نتيجة التهاون وعدم الأخذ بالأسباب، ناهيك عن الخسائر المادية في البنى التحتية التي كلفت الخزينة العمومية كثيرا.