تروي قصص التراث أن أحد الملوك صعد إلى أعلى قصره فلاحت منه التفاتة، فرأى امرأة فائقة الجمال على سطح دار بجانب قصره وسأل: لمن هذه؟ فقالوا له: هذه زوجة غلامه وبدأ الملك يخطط لحاجة في نفسه. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن أحداث القصة بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم المعلومات التالية: 1 استدعى الملك الغلام وقال له: خذ هذا الكتاب وامض به إلي البلد الفلاني وآتني بالجواب، فأخذ الغلام الكتاب وتوجه إلى منزله فوضع الكتاب تحت رأسه وجهز أمره وبات ليلته، فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك، بعد ذلك توجه الملك متخفيا إلى دار الغلام فقرع الباب قرعا خفيفا، فقالت المرأة: من بالباب؟ قال: أنا الملك سيد زوجك، ففتحت له الباب وجلس، فقالت: أرى مولانا اليوم عندنا، قال: زائر. 2 قالت المرأة: أعوذ باللّه من هذه الزيارة، وما أظن فيها خيرا فقال لها: ويحك إنني الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني، فقالت: بل عرفتك مولاي وعلمت أنك الملك ولكن سبقتك الأوائل في قولهم: إذا سقط الذباب على طعام رفعت يدي ونفسي تشتهيه وتجتنب الأسود ورود ماء إذا الكلاب ولغن فيه ثم قالت: وما أحسن يا مولاي قول الشاعر: قل للذي شفه الغرام بنا وصاحب الغدر غير مصحوب واللّه لا قال قائل أبدا قد أكل الليث ففعله الذئب ثم قالت: أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه؟ استحيا الملك من كلامها وخرج وتركها فنسي نعله في الدار. 3 تذكر الغلام أنه نسي الكتاب تحت فراشه فوجد نعل الملك، وعلم أن الملك لم يرسله في هذه المهمة إلا لحاجة في نفسه، عندما رجع من السفر أنعم عليه الملك ب 100 دينار فحصن الغلام إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء واختار هدية وعاد إلى زوجته، وقال لها: قومي إلى زيارة أبيك لأن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك. بعد شهر جاء أخوها وقال للغلام: إما أن تخبرنا سبب غضبك أو نحتكم إلى القاضي بحضور الملك، فقال الغلام: منعت نفسي من دخول البستان إكراما للأسد. 5 كان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال: أيها الغلام إرجع إلى بستانك مطمئنا لأن الأسد دخل البستان، ولم يحدث فيه أثرا ولا التمس منه ورقا ولا ثمرا ولا شيئا، ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة ما رأيت مثل بستانك أشد احترازا من حيطانه على شجره، ورغم عرض القضية أمام القاضي بحضور الملك إلا أنه لم يفهم شيئا.