يروي تاريخ الحياة الإجتماعية عند العرب أن ميسون أم يزيد رفضت حياة البادية في الصحراء، وكانت جميلة ذات أدب، تربت في حجر والديها في صحراء »نجد«، علم معاوية بن أبي سفيان بجمالها وأدبها فخطبها من أهلها. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن هذه المرأة بالتفصيل، ولكن من المفيد المعلومات التالية: 1 تزوج معاوية بن أبي سفيان ميسون أم يزيد بنت نجدل بن أنيف الكلبي، ثم قدم بها إلى دمشق وأسكنها قصرا فخما، واشترى لها أحسن الثياب وهو ما لم تنله امرأة في عصرها، وأحضر لها طهاة من الفرس والروم، ووفر لها الجواري والخدم ولم يبخل عليها بشيء تتمناه المرأة، ولكن ميسون أم يزيد لم يهنأ لها بال ولم تتحمل الحياة الناعمة في القصر بدمشق، وفضلت حياة البساطة في صحراء نجد. 2 ندبت ميسون أم يزيد حظها وشدها الحنين إلى حياة البادية مع الأغنام، وتذكرت أترابها من فتيات صحراء »نجد«، وحاول معاوية أن يهون عليها ولكنها ندمت على فوات حياة البادية في الصحراء حيث البساطة والطبيعة الهادئة والهدوء وراحة البال. 3 جلست ذات يوم في إحدى غرف قصرها وارتدت أجمل ثيابها وأثمن حليها وحولها الجواري، ونزل عليها إلهام الإبداع الشعري فارتجلت أبياتا حول طبيعة الحياة في البادية والحياة في القصر، وأنشدت في البادية والحياة في القصر وأنشدت تقول: لبيت تخفق الأرواح فيه أحبّ إليّ من قصر منيف ولبس عباءة تقر لها عيني أحبّ إليّ من لبس الشفوف وأكل كسرة من طبخ يدي أحبّ إليّ من أكل الرغيف 4 كانت ميسون تفضل لبس العباءة على لبس الثياب الفاخرة الرقيقة، وتفضل البيت الذي تخفق فيه الأرواح على القصر المنيف، وحول جمال البيئة الصحراوية تقول في نفس الأبيات: أصوات الرياح بكل فج أحبّ إليّ من نقر الدفوف وكلب يتبع اللصوص دوني أحبّ إليّ من قط أليف وتفضل زوجا من بيئتها أفضل من ملك عنيف، فهي لا ترضى عن بيتها الصحراوية بديلا وتنشد نفس الأبيات فتقول: وزوج من بني عمومتي ضعيف أحبّ إليّ من ملك عفيف فما أبقي سوى وطني بديلا فحسبي ذلك من وطن شريف غضب معاوية من إنكارها جميله، فدخل عليها وقال لها: كنت فبنت أي كنت زوجة لي، فأصبحت مطلقة، فقالت له: واللّه ما سررنا بالزواج ولا أسفنا على الطلاق.