استحسن سكان المناطق المتضررة من حصار الثلوج، جهود أفراد الأجهزة الأمنية من الجيش الوطني، الأمن والدرك الوطنيين، في مبادرتهم في فتح الطرق المقطوعة وتنظيم حركة المرور، وإجلاء العائلات التي حاصرتها الثلوج بقرى قنواع وخناق مايون، أولاد اعطية، وبأولاد احبابة على الخصوص لتضاريسها الصعبة. هذا ما رصدته «الشعب» بعين المكان. تكريسا للعمل الجواري والإنساني، إثر التقلبات والظروف الجوية الأخيرة التي تمر بها عديد المناطق بالولاية، بادرت مصالح أمن ولاية سكيكدة، بتنظيم قافلة إنسانية للتكفل بالأشخاص بدون مأوى على مستوى مدينة سكيكدة، مكونة من إطارات وأعوان أمن الولاية، الطاقم الطبي على متن سيارة الإسعاف، وكذا الأخصائي النفساني التابع لنفس المصالح، رفقة مصالح مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن ومصالح الحماية المدنية ومصالح المجلس الشعبي البلدي لبلدية سكيكدة، وبداية من الساعة التاسعة ليلا، جابت القافلة شوارع وأحياء مدينة سكيكدة بغرض التكفل بالأشخاص دون مأوى، أين تم التواصل مع هذه الفئة وتقديم وجبات ساخنة لهم، لتنتهي العملية في حدود منتصف الليل، في ظروف جد حسنة، وهذه المبادرة سبقتها عمليات سابقة ومن المنتظر تنظيم قافلة آخرى. كما وضعت كافة الإمكانات البشرية والمادية بغرض مساعدة المواطنين على مستوى منطقة أولاد اعطية والسبت بعزابة، بالتنسيق مع السلطات المحلية ومختلف الشركاء الأمنيين، بغرض فك العزلة عنهم، خصوصا مع انقطاع الطريق الولائي رقم 132 وبعض الطرق الفرعية بمنطقة أولاد اعطية وكذا الطريق المؤدي لدوار بوطيب وعين السوق ببلدية السبت عزابة، أين تم تسجيل غلق كلي للطريق بسبب تراكم الثلوج ووجود عدة مواطنين عالقين هناك، أين تم التدخل وتقديم يد المساعدة لهم وكذا الوجبات الغذائية وإعادة فتح الطريق وفك العزلة عنهم،. كما تدخلت مصالحنا على مستوى منطقة أم الطوب بمشاتي ديار لهوادف والفتات أين قامت بفك العزلة عنها ومد يد المساعدة للمواطنين. المضاربة بقارورات الغاز رغم أن مديرية الطاقة بسكيكدة، أكدت أنها قامت بجميع الإجراءات والتدابير من أجل ضمان تموين سكان المناطق المتضررة جراء التقلبات الجوية الأخيرة بغاز البوتان، بتوفير 20 ألف قارورة غاز، منها 12 ألف قارورة من مركب التعبئة ببرحال بولاية عنابة، و8 آلاف قارورة أخرى من مركب التعبئة ببين الويدان، التي وجهت لبلديات الجهة الغربية، فقد تم تجنيد 70 شاحنة من الخواص ومؤسسة نفطال، إضافة إلى نقاط البيع المعتمدة والموزعة عبر عديد المناطق بالبلديات. كما تم الاستنجاد بمركب شلغوم العيد، الذي زود الولاية ب04 شاحنات توزيع قارورات غاز البوتان، لأن مركب التعبئة بسكيكدة يخضع لإعادة التجديد بعد الحريق الذي شبّ فيه العام الفارط، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحاجيات سكان المناطق النائية، إضافة إلى المضاربة في السوق، مما اضطر سكان تلك البلديات المحاصرة بالثلوج اللجوء إلى الحطب للتدفئة والطهو، على مستوى بلديات خناق مايون، وقرى أولاد اعطية. أما في بلدية عين قشرة، فإن الطلب تزايد على غاز البوتان حتى وصل سعرها إلى 400 دج، وكان ديكور الوقوف لساعات طويلة في طوابير يتكرر وذلك على حواف الطرق وأمام المحلات للحصول على قارورة غاز البوتان. واستنادا للعديد من المواطنين، الذين تحدثت إليهم جريدة «الشعب»، فإن السماسرة ألهبوا أسعار قارورات الغاز في غياب أجهزة الرقاب. كما أن المضاربة وجشع بعض التجارز ساهم في هذه الأزمة، حيث يبدأ الطابور من الساعات الأولى من الصباح الى غاية نفاد الكمية من مركب التعبئة ببين الويدان. فمشاهد الطوابير تتكرر بصالح الشبل المعروف بالقرية، وببلدية الكركرة، وحتى أمام محطة الخدمات لنفطال بحي عيسى بوكرمة بوسط المدينة، فالطوابير لا تنتهي. كما أن بلدية أولاد احبابة عانت الويلات من نقص قارورات الغاز، فالمنطقة شديدة البرودة زيادة على صعوبة الطرق والمسالك، نفس الأمر ببلدية السبت وقراها النائية والمنتشرة في الجبال. غياب التدفئة منع تلاميذ البلديات النائية من الالتحاق بمدارسهم منعت الثلوج المتساقطة التلاميذ من الالتحاق بمدارسهم عبر أغلبية القرى والتجمعات السكانية التابعة لبلديات أولاد اعطية، قنواع، غرب سكيكدة واولاد احبابة في جنوبها، وهذا لغياب النقل المدرسي وانعدام التدفئة جراء نقص التزود بمادة المازوت. فحصار الثلوج وانقطاع الحركة بعديد مالطرق أجبر تلاميذ المدارس على البقاء في المنازل وعدم الالتحاق بمقاعد الدراسة، ناهيك عن تحول حجرات الأقسام الى غرف تبريد في غياب التدفئة وقدمها التي لم تعد كافية. فالعديد من المدارس الواقعة بالبلديات الجبلية والنائية تفتقد للتدفئة، حيث استحالت الى غرف تبريد، كمدرسة رابحي عمار ببلدية المرسى أقصى شرق سكيكدة، التي تنعدم بها التدفئة واعتماد الوجبات الباردة. نفس الأمر بمدرسة بوزليفة محمد بحمروش حمودي ببلدية حمادي كرومة، التي تفتقد إلى الربط بالغاز الطبيعي رغم ان مشروع التدفئة المركزية قد تم الانتهاء من إنجازه وذلك لنفاد مادة المازوت التي توفرها البلدية للتدفئة. نفس الإشكال بمدرسة حسين غميرد بالقل، أين أقدم الأساتذة على الاعتصام بساحة المدرسة والاحتجاج بعد أن تحولت الأقسام إلى ثلاجات من شدة البرد وأصبح مهمة التدريس فيها صعبة، بحسب الأساتذة المحتجين. والأمر الذي زاد من صعوبة يوميات المواطنين، الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في عديد أحياء المدينة، كحي «الماتش» الذي انقطعت عنه الكهرباء لمدة 05 أيام كاملة، ومختلف البلديات بالأخص النائية والمتضررة بالتقلبات الجوية، مما يضع علامة استفهام حول التقارير المحشوة بأرقام ونسب حول إنجازات القطاع في التزود بالكهرباء والغاز عند كل دورة للمجلس الشعبي الولائي والتطور الحاصل في التحكم بالشبكة الكهربائية عن بعد، وسرعة إصلاح الأعطاب.