حظي رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، بتكريم خاص من قبل الكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية والكونفدرالية الدولية لأرباب العمل، تقديرا لدوره الكبير في محاربة البطالة وتشجيع الشباب حاملي المشاريع على إنجاز مؤسسات منتجة تتولى بدورها المساهمة في ترقية الأداء الاقتصادي المنتج بعيدا عن الريع النفطي وما يولده من أخطار محدقة نتيجة تقلبات الأسعار وانهيارها. جاء تكريم الرئيس بوتفليقة في الملتقى الاقتصادي الإفريقي الذي تنظمه كنفدرالية المؤسسات الجزائرية بالتعاون مع مؤسسة جوبز فور أفريكا”الشغل لإفريقيا” ومنظمة العمل الدولية، يومي 22 و23 أفريل الجاري، بالمدرسة العليا للفندقة بعين البنيان، بحضور ممثلي 20 دولة إفريقية. وتم التأكيد في تكريم الرئيس بوتفليقة بالجائزتين الذي جرى في أجواء حارة على الإنجازات التي تحققت طيلة عهداته منذ 1999 في مجالات محاربة البطالة وترقية العمل والاستثمار، إضافة إلى تهيئة مناخ المال والأعمال بفعل ترسيخ قيم السلم والمصالحة باعتراف الدول التي كانت في وقت مضى لا ترى مخرجا للبلاد من مأساة عشرية الموت والفوضى وتردد عبارات تبيّض الإرهاب مثل “من يقتل من؟” واستبدالها لاحقا “بمن يتصالح مع من؟” ولخصت السيدة هدى فرعون التي استلمت جائزتي الرئيس بوتفليقة نيابة عنه هذه الإنجازات والمكاسب في كلمة أعادت الحضور إلى حقب تاريخية قطعت تحت رئاسة بوتفليقة وتحديات رفعت باستقلالية قرار سياسي دون اتكالية على الآخر ووصفاته. وقالت فرعون وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وهي تسرد بإيجاز إنجازات الرئيس الذي وعد بإعادة الجزائر إلى سابق عهدها من الاحترام والسؤدد واستتباب الأمن فيها وإنهاء سيلان الدم والدمع الذي كان على درجة كبيرة من الغزارة قبل توليه الحكم، إن رئيس الجمهورية الذي وضع دوما إفريقيا في صلب اهتمامات السياسة الخارجية وتولى جهود إدارة أزماتها ونزاعاتها بالتي هي أحسن بعيدا عن لغة السلاح ودمار الذات يرى في اجتماع الجزائر أمس أحد الحلقات المؤدية إلى الحوار الإفريقي الإفريقي من أجل التكفل بانشغالات شعوب القارة السمراء التي يشكل الشباب 70 في المائة من سكانها. والرئيس بوتفليقة الذي يعد أحد مؤسسي النيباد، وبادر بحلول إفريقية من أجل إصلاح القارة وتزويدها بآليات تبعد عنها صفة قارة الفقر والبؤس، لم يتوقف لحظة في المرافعة للعمل الإفريقي المشترك. لهذا يحمل الملتقى الاقتصادي بالجزائر الممهد للقمة الإفريقية في هذا المجال قيمة واعتبارا لأنه يعد الأرضية لتطبيق “الكتاب الأبيض” عبر الحوار بين الشركاء الاجتماعيين الاقتصاديين. وهو حوار وضعت أسسه الجزائر معتمدة عقدا وطنيا للنمو صار مضرب المثل والمرجعية. ليس من باب الصدفة أن يشجع رئيس الجمهورية هذا الحوار الاجتماعي الاقتصادي بدءا من الألفية واعتماده أرضية صلبة لمختلف قمم الثلاثية التي تعالج تعقيدات عالم الشغل وبروح مسؤولة ونظرة تبصر وفق تقاسم وظيفي بعيدا عن قاعدة “تخطي راسي” أو “أنا الكل في الكل” رئيس الجمهورية الذي قلص البطالة من 29 في المائة 2000 إلى 10 في المائة 2016، وأخرج البلاد من إملاءات مؤسسات “بروتون وودز”، وفتح الباب على مصراعيه للحوار الاجتماعي لتعزيز خيار النموذج الاقتصادي للنمو بديلا للمحروقات دون نسيان الآليات المعتمدة من أجل مرافقة الشباب في إنشاء مؤسساته ومقاولاته دون السقوط في اليأس والبقاء أسير منحة البطالة الزهيدة، أحق بالتكريم من قبل منظمي الملتقى الاقتصادي الذي يعد أحد الروافد في تنمية إفريقيا وتطويرها اعتمادا على أبنائها أولا وأبدا.