يبقى التزود بالماء مشكلة حقيقية في ولاية سطيف، رغم المجهودات المبذولة للتخفيف من حدة أزمة ندرتها وعدم صلاحيتها للشرب. وقد كانت المدينة تتزود سابقا من وادي البارد ذي المياه العذبة البادرة الى أن ارتفع عدد السكان بفعل التوسع العمراني، خاصة في عاصمة الولاية، فاضطرت السلطات لانجاز سد عين زادة على بعد حوالي 25 كم عن المدينة. حيث تم تدشينه أواخر الثمانينيات لتزويد سكان مدينتي سطيفوالعلمة وضواحيهما، وكذلك مناطق من ولاية برج بوعريريج بالمياه الصالحة للشرب، غير أن غياب الصيانة ونقص المتابعة أديا الى امتلائه بالطمي والأوحال المتراكمة، وكما يعرف فإن مناخ المنطقة الواقعة في الهضاب العليا يتميز بشح الأمطار، ويبقى المصدر الأساسي للماء هو الثلوج، مما أدى لتسجيل سدين في كل من ذراع الديس ببلدية تاشودة شرق عاصمة الولاية وسد الموان الذي يندرج في اطار مشروع التحويلات الكبرى، ويقع على بعد 10 كم عن مدينة سطيف والذي تجرى الأشغال به على قدم وساق بمساهمة شركة صينية متخصصة، ومن المنتظر أن يدخل الخدمة بتزويد سكان المنطقة بالمياه الصالحة للشرب في آفاق سنة 2015.وهو المشروع الذي من شأنه التخفيف من حدة أزمة نقص وتذبذب التوزيع على السكان، وقد بلغت قيمة المشاريع المتعلقة بالقطاع لسنة 2012 حوالي 120 مليار سنتيم لتدعيم التزود بالمياه، خاصة في المناطق الريفية . تصنف ولاية سطيف من بين الولايات التي ستشهد عجزا حتى سنة 2020 من حيث المياه لسقي القطاع الفلاحي، خاصة وأن الجزائر تصنف كذلك ضمن الدول شبه الجافة، وقد استفادت الولاية في السنوات الأخيرة من 4 محطات لتصفية المياه للحد من ظاهرة السقي بالمياه القذرة، حيث حظيت منطقة بوقاعة وحمام ڤرڤور بمحطة لتوفير السقي لأزيد من 50 هكتار من الأراضي الفلاحية، أما منطقة العلمة، فقد استفادت على مستوى بلدية بازر سكرة بمحطة لتصفية 36363 متر مكعب بمبلغ 135 مليار سنتيم لسقي 150 هكتار وفي المنطقة الجنوبية استفادت بلدية عين ولمان بمشروع لتصفية 18624 متر مكعب بمبلغ 125 مليار سنتيم، إلا أن هذه المنطقة تبقى المنطقة الأكثر جفافا بالولاية بسبب قربها من الشريط الصحراوي. تذبذب وتسربات يعرف توزيع الماء على السكان الكثير من المشاكل المتعلقة خاصة بالتذبذب في عملية التوزيع وهي المشكلة الناتجة أساسا عن الأعطاب التي تصيب القنوات الرئيسية المزودة للأحياء وقد عرفت المدينة في سبتمبر الماضي ندرة في بعض الاحياء لهذا السبب ومؤخرا عاشت مدينة بئر العرش ندرة كبيرة في التزود بالمياه استمرت 10 أيام . وعلى مستوى أحياء مدينة سطيف، فهناك من تتزود بالمياه كل 3 أيام ونفس الشيء بالنسبة للسكنات الاجتماعية التساهمية بمنطقة عين الرمان القريبة من المدينة. مياه غير صالحة للشرب برغم أزمة التزود بالمياه بسطيف، إلا أن الإشكال الأكثر خطورة هو نوعية المياه غير الصالحة للشرب التي يزود بها سد عين زادة سكان المنطقة، مما جعل عدة مصادر ترجع أسباب تزايد الأمراض بالمنطقة راجع لنوعية هذه المياه مما دفع معظم السكان لعدم استعمالها في الشرب والاعتماد على ما تجود به الآبار.