استقبالهم وفق منطق إنساني عكس التخمين الغربي الأمني أوضح الدكتور سليمان أعراج ان مسألة التعاطي الايجابي للجزائر مع قضية استقبال اللاجئين السوريين هو تأكيد لالتزاماتها الاقليمية والدولية تجاه قضايا السلم والتنمية، وفي ذلك كونها فاعلا عقلانيا وايجابيا اليوم في اطار العلاقات الدولية، وانها الدولة القائد في المنطقة وتعكس مسألة مبادراتها في كل مرة الى العمل على احتواء الازمات الحاصلة في جوارها الاقليمي وتحمل تبعات ما يجري في كل المنطقة. كشف الدكتور أعراج، استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 ل «الشعب « بأن استقبال الجزائر للاجئين العالقين على الحدود الغربية، تأكيد من طرفها على انها لا تزال تتعامل مع قضية الهجرة واللجوء وفق منطق انساني في الوقت الذي تحولت فيه القوى الغربية، اليوم، وفي اوروبا خصوصا الى التعامل مع الظاهرة وفق منظور أمني، وممارسة الهجرة الانتقائية تارة أخرى. في السياق ذاته، كشف أعراج بأن الجزائر تكرس مبدأ حسن الجوار، حيث تصل مراعاتها إلى الجار السابع، حيث تقدم اليوم أفضل نموذج للدول العربية في التعامل مع قضية اللاجئين السوريين، موضحا ان الجزائر تمتلك اطرا مؤسساتية وتنظيمية قوية مكنتها، منذ اندلاع الازمة في سوريا من استقبال 40000 سوري، وعملت على إدماجهم الكامل في المجتمع الجزائري، أين تتكفل برعايتهم الكاملة حتى ان ابنائهم يدرسون بصفة عادية بالمدارس الحكومية الجزائرية، ناهيك عن الايواء والاهتمام الصحي. اما عن الخطوة التي اتخذتها الجزائر مؤخرا حول العالقين بالشريط الحدودي الجزائر –المغرب، اعتبر أعراج بأنها تحمل رسالة قوية ناهيك ان الجزائر تمتلك القدرة على ادارة وحماية ومراقبة حدودها بما يحمي سيادتها ويؤهلها للوفاء بالتزاماتها تجاه القضايا الانسانية. باعتبار ان قضية الهجرة واللجوء تصنفان في إطار التهديدات العابرة للحدود. مثمنا في حديثه ل «الشعب» التعاطي الايجابي للجزائر مع قضية اللاجئين السوريين العالقين منذ 17 أكتوبر على الحدود، بعدما رفضت السلطات المغربية استقبالهم، حتى وان لقي ترحيبا عربيا ودوليا إلا انه يؤكد على المقاربة الشاملة التي تعتمدها الجزائر في التعامل مع مختلف الازمات.