مخاوف من تكرار سيناريو التسريبات رغم التطمينات يشرع اليوم أزيد من 12 ألف مترشح بولاية معسكر، في اجتياز امتحانات البكالوريا دورة جوان 2017 منهم 9101 مترشح متمدرس و 3208 مترشح حر، و70 مترشحا نزيلا بالمؤسسات العقابية ورعيتان أجنبيتان، إضافة إلى 44 مترشحا من الصحراء الغربية واثنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تمثل المترشحات ما عدده 6047 مترشحة بنسبة تقل عن الدورات السابقة مقارنة بالذكور المقدر عددهم ب 6264 مترشح. يجري هؤلاء امتحان شهادة البكالوريا عبر 47 مركزا تم وضعه في كامل الاستعداد والتأهب بهدف توفير ظروف إجراء ملائمة وخالية من التشويش.. مصالح القطاع جندت 6467 أستاذ من التعليم الثانوي لتأطير الامتحان وحراسة الممتحنين، واتخذت جميع الترتيبات على غرار النقل والإيواء والإطعام بالنسبة للملاحظين من خارج الولاية. أما بالنسبة لجانب تأمين الامتحانات فقد سخرت مصالح الشرطة تشكيلا أمنيا يفوق تعداده 1200 شرطي إضافة إلى إمكانيات مادية مهمة لضمان انتشار ميداني وتغطية فعالة لمجريات هذه الامتحانات. يرتكز المخطط على تأمين كامل مراكز الإمتحانات الواقعة بإقليم إختصاصها قبل 48 ساعة من العملية، يضاف إلى ذلك مهمة تسهيل حركة المرور بالقرب من مراكز الامتحانات، لضمان أمن وسلامة التلاميذ بمحيط هذه المراكز، مع تكثيف الدوريات الراجلة والمتنقلة لمنع توقف المركبات أمامها ومحاربة مختلف مظاهر الإزعاج أو الضجيج وكذا مظاهر السرعة المفرطة مع تعزيز نقاط المراقبة والحواجز الأمنية. المترشحون مدعوون لتجنب مسببات الضغط والقلق يقف تلاميذ الأقسام النهائية اليوم في أحد أهم المواعيد الحاسمة، في أجواء يطبعها القلق والمخاوف الطبيعية التي تُولّد لدى الممتحنين ضغطا نفسيا رهيبا زيادة عن المخاوف المرتبطة بإمكانية تكرار سيناريو التسريبات وما ترتب عنه من عبء إعادة امتحانات البكالوريا في عز فترة الصيام المصحوبة بالأجواء الصيفية الحارقة. لكن هذه المسألة حسمتها وزيرة التربية مطمئنة المترشحين باتخاذ كامل تدابير الحيطة لكي لايحدث ما لا تحمد عقباه. مع ذلك وجدنا خلال جولتنا الاستطلاعية أن هذه الجوانب يفكر فيها المقبلون على امتحانات شهادة البكالوريا أكثر من أسئلة الامتحانات المتوقعة تكفي لأن ترهقهم نفسيا وجسديا فهم ليسوا في حاجة إلى جرعات زائدة عن حدها من التعب والإحباط إنما يحتاجون إلى الدعم ورفع المعنويات، ذلك ما أظهره عدد من المترشحين لشهادة البكالوريا وأوليائهم من انطباعات ل»الشعب» في شوارع مدينة معسكر ساعات قبل الموعد الفاصل بين مشوار دراسي طويل وشوط ثان من أشواط الحياة الدراسية التي تحدد معالم مستقبل أي فرد جزائري. أولياء للمشوشين على البكالوريا «اتقوا الله في أبنائنا» في حديقة الألعاب والملاهي بحي خصيبية ساعات متأخرة بعد الإفطار التقينا بعائلة السيد إ. أحمد مسؤول بإحدى المؤسسات البنكية لمعسكر ومع تجاذب أطراف الحديث مع العائلة تحدث الوالد عن رغبته في تغيير جوّ التحضير والاستعداد لامتحانات البكالوريا داخل البيت والخروج رفقة عائلته وأحد أبنائه المقبلين على الامتحان، وأوضح السيد أحمد.إ أنه لم يعد يعرف كيف يتعامل مع ابنه بسبب التشويش الذي فتك بدورة البكالوريا في الموسم الماضي ومخافة تكراره، مضيفا أن درجات الضغط النفسي تزيد في الارتفاع بين جميع أفراد العائلة وليس فقط ابنه. أما عمار المترشح للشهادة يقول مجيبا عن أحد أسئلة «الشعب» وقد رسمت على وجهه ابتسامة عفوية « عادي.. أنا مستعد للامتحان والباقي على الله « وتدخل ولي التلميذ قائلا « اتقوا الله في أبنائنا «. المترشحة للبكالوريا للمرة الثانية «خيرة. ي»، قالت إنها لا تشعر بأي ضغط أو توتر خلافا لما عاشته قبيل الامتحان السنة الماضية. عن تلك التجربة المريرة قالت خيرة إنها كانت متمدرسة ضمن شعبة العلوم التجريبية، تعترف عن قناعة منها أنها لم تحضر جيدا دروسها وذلك كان سبب رسوبها. عن مسألة التسريبات أضافت أنها وزملاءها صدموا بقضية طرح مواضيع الأسئلة على مواقع التواصل الاجتماعي والوصول إلى الأسئلة المسربة لم يكن بالشيء السهل فالبعض اختار أن يغتنم الحدث ليروج لمواضيع خاطئة وإجابات خاطئة والمعلوم أن مجرد تخصيص الوقت للبحث والتحري عن الأسئلة المسربة هو مضيعة للوقت. أما صليحة الشقيقة الكبرى لخيرة، فترى أن الجميع متخوف من سيناريو التسريبات مؤكدة أن تخلي الأسرة والجماعة التربوية عن وظيفتها الحقيقية تسببت في استفحال هذه المشاكل التي لن تمس بهيبة قطاع التربية فحسب إنما بالدولة. الثقة بالنفس واستحضار الدروس سلاحا الممتحنين عن بعض النصائح التي قدمها محدثونا في هذا الاستطلاع إلى طلبة البكالوريا، قال أحمد. إ على على الممتحن أن يكون متأنيا في إجاباته ويعمل بمنطق «فهم السؤال نصف الجواب». يعتبر امتحان البكالوريا مصيريا وموعدا فاصلا لكنه مجرد امتحان كباقي الامتحانات التي مر بها التلاميذ باختلاف أنه سيكون الامتحان الأخير الذي يشكل نهاية مسار للتلميذ وقاعدة يبنى عليها الطموح واجتياز هذا الامتحان في أمان لا يتطلب سوى التسلح بالإرادة والثقة بالنفس، ثم تلي ذلك باقي عناصر الذكاء، فهم الأسئلة، ترتيب الأفكار واستحضار خلاصة الدروس، إلى جانب الهدوء والتركيز على ورقة الامتحان مع تجنب إبقاء التفكير منصبا على الأسئلة الغامضة والتفرغ لحل باقي الأسئلة من أجل الاستغلال الجيد للوقت والأفكار المستحضرة، إلى جانب تفادى التجمعات والاستماع للإجابات النموذجية للممتحنين فاختلاف الأجوبة هنا قد يؤثر نفسيا على المترشح الأمر الذي قد يطيح نوعا ما من معنوياته ويقلل من استعداده للامتحان المقبل.