شدد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على ضرورة تطوير قطاع البريد باعتباره الخدمة العمومية الأولى التي تعرف تحولات جذرية من الإصلاحات المنتهجة، وهي إصلاحات أحدثت انفصالا بين البريد والمواصلات وزودته بوظائف هو في اشد الحاجة إليها، وسعت شبكته ومدت جسور اتصال وتواصل اكبر مع المواطنين الذين يشترطون الخدمة النوعية دون تسيب وإهمال. وذكر رئيس الجمهورية في جلسة تقييم القطاع، الحاجة الملحة لتطوير البريد ومنحه العناية والرعاية السامحة له بتبوء مكانته اللائقة في صيرورة التحولات. وأمر رئيس الحكومة بمواصلة تطوير البريد الذي تعزز بشبكات في مختلف جهات الوطن مكسرا الحواجز مقربا المسافات.وساعد هذا التطور المؤسسة برفع زبائن مراكز الصكوك البريدية إلى أزيد من 10 ملايين شخص مقابل 5 ملايين منذ بداية الإصلاح في الألفية، واستلم 5,4 ملايين زبون بطاقة السحب الالكتروني منذ انطلاق العملية، وهذا من أصل 10 ملايين زبون.وتكشف عن هذه الحالة ربط أكثر من ثلاثة آلاف مكتب بريد بشبكة الدفع الالكتروني الجماعي الآلي العام الماضي بدل تسعمائة مكتب عام .1999 وتكشف عن هذه الحالة تعزيز مؤسسة البريد شبكة آلاتها المصرفية التي كانت تعد إلى نهاية العام المنصرم، 460 موزعا آليا للأوراق النقدية بدل 110 موزعا ثماني سنوات مضت.ولا يمكن في عملية جرد حصيلة نشاط البريد نسيان الشبابيك الآلية لسحب الأوراق النقدية وأجهزة الدفع الالكترونية التي اعتمدها البريد في مسار التحديث والتقويم والإصلاح، وهو مسار يريد من خلاله كسب رهان العصرنة لتأدية خدمة عمومية نوعية تنهي حالة الطوابير المملة التي أنهكت قوى الزبائن والمواطنين وكسرت صورة سلبية لقطاع يسابق الزمن من اجل إصلاح أموره وتعزيز مصالحه وتقويتها وكسب المصداقية والثقة عبر تأهيل الموارد البشرية. ويسعى البريد من خلال الإصلاحات إلى توسيع الخدمة وخلق وظائف جديدة منها المصرفية دون الاكتفاء بوظيفة شباك الدفع ولا يقتصر على الخدمات التقليدية المألوفة.وذكر الرئيس بوتفليقة على هذا الجانب داعيا مؤسسة بريد الجزائر إلى فتح ملف توسيع خدماته المالية لفائدة الزبائن أسوة بالتحولات الجارية في باقي المعمورة.ويحتم على البريد قبل هذا بذل جهودا إضافية في كسب ثقة المواطن وهي مسالة تبدأ من تفادي أي انقطاع في تزويد مكاتب البريد بالأموال مستقبلا وتجاوز هذه الظاهرة المألوفة التي عاشها الجزائريون بمرارة أكثر من مرة، مؤثرة على الخدمة العمومية الناجعة والفعالة محل التطلع والطلب.وبهذا يصبح بالإمكان الحديث عن مؤسسة بريد الجزائر المتفتحة على التكنولوجيات الحديثة ويلعب دور الشريك الكامل في بناء مجتمع المعلومات الذي تدرجه الجزائر في قائمة المستعجلات.وقررت تنفيذ وبشكل مندمج برنامج تشييد هذا المجتمع في العالم الرقمي الافتراضي الذي لا يعترف بالحدود ويقرب الزمن والمسافة إلى ابعد الأفق.من هنا جاءت التدابير الملحة من اجل تسخير مزيدا من الوسائل لتطوير قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام في برنامج التنمية الخماسي المقبل كل الرهان. ------------------------------------------------------------------------