أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، أول أمس، أحكاما تصل إلى المؤبد ضد أربعة متهمين متابعين بجناية الانخراط في جماعة ارهابية تنشط بداخل وخارج الوطن ولاسيما ما يتعلق بمشاركتهم في اختطاف السياح الألمان. وقد قضت المحكمة بالسجن المؤبد ضد المتهمين (ن. ع.) و(ق.ع.)، فيما قضت ب 20 سنة سجنا نافذا ضد المتهمين (ب. ب.) و(ب. ع.). كما وجهت للمتهمين تهم المتاجرة واستيراد الأسلحة و الانضمام لجماعة ارهابية غرضها المساس بأمن الدولة وممتلكاتها والسرقة ونشر التقتيل بين المواطنين. وانطلقت وقائع القضية --حسب قرار الاحالة-- بعد تسليم المتهمين لمصالح الأمن الجزائرية من طرف سلطات أجنبية (نيجر وتشاد ومالي)، أين تم إيقافهم. وحسب ذات المصدر، فقد اعترف المتهمون الذين ينتمون لمختلف الكتائب الارهابية المتمركزة بجبال باتنة والجلفة وتبسة أثناء التحقيق القضائي أنهم شاركوا في عملية اختطاف السياح الألمان تحت قيادة أمير المنطقة الخامسة (الصحراء) عبد الرزاق البارا. وأكد المتهمون في هذا الصدد أنهم انتقلوا رفقة الرهائن إلى غاية الحدود المالية، أين كانوا حاضرين حينما تفاوض البارا مع السلطات الألمانية على مستوى التراب المالي، حيث وافق على تسليمهم الرهائن مقابل خمسة ملايين أورو. وأضافوا أن جماعتهم توجهت بعد ذلك إلى التشاد على متن سيارات رباعية الدفع بهدف اقتناء الأسلحة ولكنهم وقعوا في اشتباك مع القوات العسكرية التشادية التي أسرت بعضهم فيما تمكن البعض الآخر من الفرار. ودائما حسب قرار الاحالة، فقد شارك المتهمان (ن. ع.) و(ق. ع.) على المستوى كتائب التي ينتميان إليها بعدة كمائن استهدفت عناصر الجيش الوطني الشعبي والمواطنين الذين تم اغتيالهم بالجلفة وباتنة وتبسة ومناطق أخرى. كما اعترف المتهمان أنهما كانا ضمن الجماعة الارهابية التي هجمت على سجن تازولت بباتنة وتمكنت بمساعدة حارسين لذات السجن من تهريب 1200 سجين، كما استولت على الأسلحة الموجودة بالسجن. وكشفت التحقيقات أن المتهم (ق. ع.) كان ضمن جماعة البارا التي هجمت على مقر الأمن الوطني ببسكرة، أين اغتالت 40 فردا منها، كما شارك في قتل عناصر دورية الشرطة بعين مليلة. واعترف المتهمون أثناء جلسة المحاكمة بانتمائهم لجماعة ارهابية تنشط داخل وخارج الوطن ومشاركتهم في اختطاف الأجانب فيما أنكروا مشاركتهم في التقتيل.