شهدت قرية “بوسحابة” ببلدية عين قشرة غرب سكيكدة، مساء أمس الأول، سلسلة حرائق تسببت في هلاك شخصين من عائلة واحدة، وهما قويسم حسان البالغ من العمر 42 سنة، وقويسم قدور البالغ من العمر 47 سنة، وبحسب مصادر من عين المكان، فالضحيتان كانا بصدد إنقاذ أبقارهما من الحريق، بعد أن بلغت ألسنة اللهب الإسطبل الذي كانت تتواجد به بقرية بوسحابة، أين تمكنّت منهما النيران ما تسبب في إصابتهما بجروح وحروق خطيرة، لم تفلح معها محاولات إنقاذهما، بينما أصيب آخران بجروح متفاوتة الخطورة، نقلا على إثرها إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى تمالوس. هذا ما توقفت عنده “الشعب” بعين المكان. الحريق المهول، تسبب أيضا في هلاك عدد كبير من رؤوس الأبقار والأغنام، وفي إتلاف آلاف الأشجار المثمرة والزيتون، بكل من قرى وادي زقار، الدرع لشهب، سبالك، بوسحابة، كما أتى على بيوت بلاستيكية خاصة بتربية الدواجن، وعدد من خلايا النحل، وطلبت بشأنه وحدة الحماية المدنية بتمالوس تعزيزات ودعم من الوحدة الرئيسية بسكيكدة والوحدات الفرعية بالقل والحروش. ألسنة اللهب كانت نتائجها كارثية مما جعلت بوعزغي عبد القادر وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية الريفية يوفد ممثلا عنه، يتعلق الأمر برئيس مكتب الحماية في المديرية العامة رشيد بو عبد الله الذي كشف بعد قراءته لرسالة التعزية نيابة عن الوزير “عن مخطط كبير لأجل تفادي مثل هذه الأحداث مستقبلا، أين سيتم تخصيص مبالغ مالية معتبرة لاقتناء طائرات إطفاء ستكون موجودة العام المقبل، ووضع مخطط وطني لفتح مسالك طويلة في الغابات خاصة الكثيفة منها مع حفر خنادق، بالإضافة إلى توفير خزانات كبيرة للمياه تكون على مستوى مناطق غابية تستعمل في الحالات الطارئة”، وأضاف ممثل وزير الفلاحة” أنه تم تخصيص مبالغ مالية لاقتناء تجهيزات وعتاد لفائدة محافظات الغابات حتى تلعب الدور المنوط بها، عكس ما هو موجود اليوم أين لا يقتصر تدخلها سوى على تخفيف الخسائر ومحاولة منع انتشار ألسنة اللهب حين اندلاعها “، وتعهد بوعبد الله “ بفتح تحقيق في ملابسات هذا الحريق الذي أتى على أكثر من ألفي هكتار من الغابات وذلك لتحديد أسباب اندلاع الحرائق ومعاقبة المتسببين إن وجدوا، مع تعويض المتضررين بعد استكمال عمليات الإحصاء”. من جهتها وحدات محافظة الغابات حولت جميع مصالحها نحو المنطقة، في مساع لإنقاذ المواطنين، حيث أتت ألسنة اللهب على عدد من المساكن الفردية، وتسببت في تخريب البعض منها، وتدمير عدد من اسطبلات الأبقار، وسارع المواطنون بالبلدية لنجدة أهاليهم، بإخماد النيران وإجلاء السكان نحو مناطق آمنة، بينما لا تزال ألسنة اللهب متواصلة عبر غابات واد زقار وإقليم بلدية عين قشرة، مجهودات وحدات الحماية المدنية ومصالح الغابات قصد إنقاذ التجمعات السكانية وإجلاء السكان وممتلكاتهم.