أجمعت الصحف البريطانية الصادرة يوم الثلاثاء على أن كل الدلائل تشير إلى أن جهاز المخابرات الإسرائيلي »الموساد« قد تكون له يد في اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي الشهر الماضي. وذكرت صحيفة ''ديلي تلغراف'' أن بريطانيا وإسرائيل تتجهان في علاقاتهما نحو شجار دبلوماسي شديد الحساسية بعد الكشف عن أن القتلة استخدموا جوازات سفر بريطانية مزورة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية البريطانية عكفت على إجراء تحقيق لمعرفة الكيفية التي استخدم بها فريق الاغتيال هويات ستة بريطانيين وصفتهم بالأبرياء، ثلاثة منهم على الأقل أقاموا في إسرائيل. وألقت حماس بالمسؤولية في مقتل المبحوح الذي عُثر عليه مقتولا في غرفة إحدى فنادق دبي الشهر المنصرم على الموساد. وتساءلت صحيفة ''إندبندنت'' حول ما إذا كان جهاز الموساد وراء عملية الاغتيال في دبي أم لا. غير أنها لم تترك للقارئ أن يستنتج الإجابة فقالت بصريح العبارة: إن اغتيال المبحوح يحمل بصمات الموساد، ذلك أن لإسرائيل الدافع القوي لقتله. كما أن سلسلة من تصريحات عميل في الجهاز الثلاثاء الاول أبدى فيها إعجابه بالمهنية التي تم بها الاغتيال تصب في ذات الاتجاه. ونوّهت ''إندبندنت'' إلى أن الموساد الذي يعني باللغة العبرية ''مركز المخابرات والعمليات الخاصة'' هو الجهة المنوط بها التجسس والعمليات السرية خارج إسرائيل. ونسبت إلى عميل سابق في الموساد لم تكشف عن هويته القول: إن عملية الاغتيال جرى التخطيط لها وتنفيذها بدقة فائقة. وقال: إنها عملية اتسمت بحرفية عالية للغاية. وأضاف: يبدو من المنطقي أن يكون الموساد وراء العملية، مشيرا إلى أنه لن يكون من قبيل المفاجأة أن تكون دول ذات ميول إيجابية على حد تعبيره قد ساعدت إسرائيل، بل ذهب هذا العميل إلى حد الزعم أن تكون مصر التي تقول الصحيفة إنها تناصب حماس العداء شأنها في ذلك شأن إسرائيل ضالعة هي الأخرى في العملية. من جانبها، ركزت صحيفة ''غارديان'' على نفي أي دور للبريطانيين الذين وردت أسماؤهم في قائمة المشتبه بهم التي أعلنتها شرطة دبي للمتورطين في الاغتيال. وأشارت إلى أن فرقة الاغتيال التي قتلت المبحوح استخدمت هويات مسروقة من ستة مواطنين بريطانيين. وزوّرت ما لا يقل عن خمسة جوازات سفر أوروبية. ومضت إلى القول: إن التحقيق الدولي في عملية الاغتيال سيبحث بكل تأكيد في الدور الذي لعبته إسرائيل حيث يقيم حاليا أربعة ممن سُرقت هوياتهم، وهم ثلاثة بريطانيون وألماني واحد. وقد رفضت إسرائيل التعليق على الاغتيال أو اتهام حركة حماس الموساد وتحميله المسؤولية. وقال مصدر أمني إسرائيلي: إن المبحوح لعب دورا رئيسيا في عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية إلى قطاع غزة. وقالت الحكومة الإيرلندية: إن مواطنيها الثلاثة الذين وردت أسماؤهم في قائمة المشتبه بهم لا وجود لهم، بينما ذكرت الحكومة الألمانية أن رقم جواز المواطن الألماني الوحيد المشتبه به إما أن يكون غير مكتمل أو به خطأ. وامتنعت السلطات في باريس عن التعليق عن مدى صحة جواز السفر الفرنسي الذي استخدمه أحد القتلة. لأسباب فنية