تحتوي بلدية العمارية الواقعة على بعد 35 كلم شرق مدينة المدية، على ارتفاع 735 متر عن مستوى سطح البحر، بحسب روايات محلية على العديد من المحطات الأثرية ولا سيما منطقة “الغاسول” والتي تبعد ب 01 كلم جنوب هذه البلدية من حدود المخطط العمراني، إلى جانب منطقة “مدالة” المتواجدة بمخطط شغل الأرضية رقم 09 ريفي، ومنطقة “المرابطين”و “أولاد تركي” و«سيدي شاكر” والتي أكتشف بها أقدم جمجمة للإنسان البدائي، وهذه المناطق كلها ريفية تحوي العديد من الأشجار والوديان. يرى الباحث عثمان حميدي ابن مدينة العمارية بأنه حان الوقت للعناية أكثر بهذه المواقع الأثرية لكونها كانت وستبقى شاهدة على إحدى أوائل الحضارات التي أقيمت بالجزائر، وأنه من الواجب على الباحثين والمختصين أن يقوموا بدراسات معمقة ومفصلة تسمح بالإطلاع على مكنونات هذه البلدية والتعرف على خبايا هذه المواقع، في انتظار إعادة بعث حفريات جديدة لاستغلال المنطقة، خاصة تلك التي تساهم في تطوير السياحة، بعدما أضحى من الضروري إعطاء هذه المواقع حقها بدءا من معرفة ماضي وحاضر بلدية العمارية. يذكر ذات المهتم بميدان الآثار أنه بالعودة إلى منطقة “الغاسول” فهي تلك البقايا الأثرية للحلزونيات والتي ترجع إلى فترات ما قبل التاريخ، والتي يطلق عليها اسم الرمادية، ويمكن ترجمتها “بالمرمدة” (أي الفرن). وتمثل الحلزونيات نقطة عبور ونجدها إمّا في ممرّ جبلي أو منخفض قرب منبع أو واد أو مستنقع، حيث كان يدعى الغاسول ب “ وادي العظم” (Rivière des os)، ويتربع على مساحة 08 هكتارات توجد به العديد من القواقع الحلزونية والأحجار الممزوجة بالقواقع وبقايا لعظام الحيوانات الضاربة في عمق التاريخ ، كما يؤكد في هذا الصدد “أمّا المنطقة الثانية فتتواجد على منطقة جبلية تبعد عن قرية “مدالة” بحوالي 200 متر تدعى “القرابيس”، تحوي عدد كبير من الأحجار تحمل أثر النار. أمّا الموقع الذي أكتشف بها فهو ذو أهمية كبيرة، ويعود الفضل في اكتشافه إلى السيدوناسي أحمد سنة 2013، والذي أجريت به حفريات في سنة 2015 ، حيث تم الكشف عن بقايا لبناية رومانية من طرف المركز الوطني للبحوث ما قبل التاريخ بالجزائر، ووجود قطع نقدية تعود إلى 176 سنة بعد الميلاد وبقايا لأواني فخارية. اختتم باحثنا اضافته أنه فيما تلقب مدينة العمارية بمدينة الشهداء لوجود أكثر من 3200 شهيد، ألح في هذه السانحة بحتمية أن تحظى هذه المدينة الأثرية إلى المزيد من التنقيب والحفريات المعمقة بقصد السماح للأجيال الحاضرة والمستقبلية كشف مستور حضارات أجدادهم المغمورة السابقة.