أقال غودلاك جوناثان، القائم بأعمال رئيس نيجيريا، مستشارَ الأمن القومي بعد أن ضربت فجر الأحد موجة عنف عرقي وديني جديدة محيط جوس عاصمة ولاية بلاتو، كان ضحاياها مسيحيون من قبيلة بيروم، لكن لم يعرف عددهم بدقة بعد، إذ تراوحت التقديرات بين 200 و 500 قتيل، وسط تنديدات دولية ودعوات إلى ضبط النفس. ومستشار الأمن القومي شخصية بارزة في محيط الرئيس المريض عمر يارادوا الذي عاد قبل نحو عشرة أيام من علاج طويل في المملكة العربية السعودية لكنه لم يظهر علنا بعد. وقال ناجون إن القتلة من قبيلة فولاني واشتكوا الجيش الذي تأخر في إنهاء المجزرة التي استهدفت ثلاث قرى وتركزت في دوغو ناهاوا واستمرت حسب بعضهم ثلاث ساعات وكان وراءها حسب ما نقلت ذي تايمز البريطانية عن بن كواشي كبير أساقفة جوس الأنجليكان منظمة قوية لأن القتلة تحركوا على الرغم من حظر التجول. وحسب ناجين، خاطب القتلة الضحايا من أبناء قبيلة بيروم بلغة فولاني، ومن رد بلسانهم نجا. كما حكوا كيف أن بعض القتلة تمركزوا عند مداخل القرى لمنعهم من الهرب. وقال وزير الإعلام في حكومة بلاتو، غريغوري يانلونغ إن 95 شخصا اعتقلوا والشرطة تلاحق قياديا في قبيلة فولاني حرض على القتل بخطبه . ورجح الصليب الأحمر النيجيري أن تكون المجزرة انتقاما لصدامات في جانفي الماضي في جوس ومحيطها قتل فيها أكثر من 300 أغلبهم مسلمون. لكن كبير أساقفة أبوجا العاصمة جون أونايكان قال إن ما حدث ليس صراعا دينيا بل صراعا كلاسيكيا بين الرعاة (فولاني) والمزارعين (بيروم). وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يشعر بقلق بالغ، وعبّر الفاتيكان عن قلقه واشمئزازه، ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حكومة نيجيريا إلى محاكمة الضالعين في العنف. ودفن أهالي الضحايا موتاهم أمس الأول، وشهدت مراسم الدفن لحظات توتر بالغة، انقضّ في إحداها الأهالي على صحفي مسلم أنقذه رجال الأمن من أيديهم. ويسود هدوء نسبي جوس ومحيطها، حيث انتشر الجيش ومدد حظر التجول بحيث لا يسمح بأي حركة بعد السادسة مساءً بالتوقيت المحلي. وقتل في الولاية في صدامات مماثلة منذ 2001 ثلاثة آلاف شخص تقريبا، لكن يصعب معرفة الأرقام بدقة لأنها كثيرا ما تسيس على يد جهات مختلفة لها مصلحة في تضخيمها أو تحجيمها.