انطلقت أمس أشغال المؤتمر الوطني لحزب جبهة التحرير الوطني في طبعته التاسعة بحضور أكثر من 5 آلاف مشارك منهم 3500 مندوب ومشاركة قياسية للشباب والمرأة، ولعل ما ميز الأشغال علاوة على رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الشرفي للحزب، حضور شخصيات وطنية منها الرئيس الاسبق الشاذلي بن جديد وقادة هيئة التحالف الرئاسي ويتعلق الامر بأحمد أويحيى الامين العام للأرندي وابوجرة سلطاني رئيس »حمس« الى جانب اعضاء السلك الدبلوماسي. ولعل ما يميز اشغال المؤتمر الذي يعتبر محطة هامة واستثنائية في مسيرة الحزب على اعتبار أنه يكرس استقرار التشكيلة بعد ما عاشته خلال المؤتمر الثامن واضطرارها الى عقد مؤتمر جامع للم شملها ورص صفوفها، وتجاوز احدى أكبر المحن والهزات التي كادت تعصف بالحزب، ولم يتوان الأمين العام عبد العزيز بلخادم في التأكيد بأن عدد المندوبين المشاركين يضاهي عدد المناضلين في بعض التشكيلات. واستنادا الى الأصداء في القاعة البيضاوية التي تحتضن الحدث على مدى 3 أيام كاملة، فانه يتوقع اعادة تزكية الأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم الذي وان رفض خلال مختلف خرجاته الاعلامية الافصاح عن ترشحه مفضلا الابقاء على »السوسبانس« الا أنه الشخصية المرشحة للحصول على منصب الأمانة العامة بعد اعادة تزكية في أشغال المؤتمر الذي يعول على نجاعة في الحفاظ على المكانة الريادية للتشكيلة في الساحة السياسية. وعلاوة على إعادة تزكية بلخادم الذي عمل جاهدا على إنجاح المؤتمر واحتواء كل المحاولات التي سبقت المؤتمر لتعكير الأجواء والتلويح بتكرار سيناريو المؤتمر الثامن، فان بلخادم أكد الابقاء على منصب الرئيس الشرفي الذي منح لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة خلال المؤتمر الاخير اي الجامع، موضحا بأنه وقع اجماع داخل الحزب على إعادة تزكية السيد بوتفليقة للمنصب. كما يسجل ايضا مشاركة ما لا يقل عن 30 وفدا أجنبيا بالاضافة الى أغلب أعضاء الطاقم الحكومي، وتم رفع عدة شعارات منها »حزب قائد في وطن رائد«، »جبهة التحرير الوطني ملاذ كل وطني«. جدير بالذكر أن »الافلان« المقبل على استحقاقات هامة ويتعلق الامر بالتشريعيات والمحليات التي تفصلنا عنها حوالي سنتان فقط، على غرار الأحزاب الأخرى وطالب بانجاح مواعيده الداخلية وترتيب بيته للتفرغ لها اذا ما أراد البقاء في الريادة، لا سيما وأنه لم يتمكن من تحقيق النتائج المرجوة خلال التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة يوم 29 ديسمبر الأخير في مقابل عودة منافسيه.