عبر رؤساء المؤسسات المشاركة في معرض الغاز الطبيعي المميع المختتم بوهران يوم الخميس عن ارتياحهم من الجو العام الذي طبع التظاهرة المقيمة على هامش منتدى وندوتي الغاز. وقال الكثير منهم ل ''الشعب'' بعين المكان أن المشاركة منحتهم فرصة ذهبية للتعريف بأنشطتهم في حقل التنقيب عن الغاز واستخراجه وتمييعه ونقله وتسويقه إلى ابعد الفضاءات عبر الأنابيب أو سفن الشحن العملاقة التي كسرت حواجز الجغرافيا وقربت المسافات مزودة زبائن بطاقة نظيفة تحمي الطبيعة وتؤمنها من التلوث. وأكد احمد بن يوسف الخليفي مدير إدارة عمليات التجارة والشحن بشركة قطر غاز التشغيل المحدودة أن هيأته تحضر بانتظام تظاهرة الندوة الدولية للغاز الطبيعي المميع المنظمة كل ثلاثة أعوام ومنها ندوة وهران الراهنة. وذكر الخليفي أن المشاركة في ندوة الجزائر الشقيقة حملت نكهة وتمايز بسبب التحضير الجيد الذي أعطى لها قوة النجاح والخروج بقرارات مهمة رغم تداعيات بركان أيسلندا. وأوضح أن النجاح ينظر إليه من زوايا حضور كبريات الشركات الغازية في المعرض الذي تدفق عليه الزوار من كل مكان، والأفكار الجديدة التي طرحت في الأشغال والاجتماعات البينية التي ترجمت جدية الجميع في الاستفادة من التجارب والخدمات بعيدا عن المشاركة البروتوكولية. وعن الجديد في معرض وهران، رد الخليفي ذلك إلى التحديات المعروضة للسوق الغازية وكيفية تجاوزها من شركات مصدرة أو مستوردة على حد السواء وصولا إلى أفكار توافقية تخدم الطرفين. وحول كيفية حل مشكل العرض الزائد عن اللزوم أكد ممثل شركة قطر للغاز، أن قضية الإشبا ليست جديدة، ومعروف عند الاقتصاديين أن هذا الأمر يحصل بسبب وجود الطاقات المتجددة التي بدأت تنتج، والجديد البارز هنا الإشكالية الاقتصادية بأوروبا وأمريكا، حيث تأثرت البنوك بالأزمة المالية العالمية وأفلس أغلبها. وهذه الوضعية أثرت مباشرة على الشركات التي تخدم الغاز وقللت من مستوى التحويل وجعلت من شراء الغاز أمرا في غاية الصعوبة. وأعطى الخليفي أمثلة عن سنوات 2006 و2007 و2008 وكيف كان السوق الغازي من أفضل الأسواق لاستقطابها كميات مشجعة لم يحدث أي انزعاج من المصدرين والمستوردين، لكن ببروز الأزمة المالية بدأت المشاكل تظهر وتكبر. وحول التنسيق بين الجزائر وقطر للحد من انهيار الأسعار، أجاب الخليفي أن هذه المسألة موجودة على مستوى الحكومتين، وعلى مستوى الشركة هناك تعونا تقنيا مع سوناطراك لتبادل المعارف والخبرات التقنية. وعن إمكانية إقامة شراكة ثنائية بين مؤسسات جزائرية قطرية أوضح المتحدث أن هذه المسألة غير موجودة داخل الجزائر، لكن قد تكون في المستقبل القريب إذا أرادت الحكومتان وركزت على هذا الموضو. مضيفا أن شركة قطر للغاز التي أنشئت عام 1984 قدر إنتاجها عام 1997 أربعة ملايين طن تتطلع لبلوغ 42 مليون طن العام الجاري. ومن جهته، أكد مدير عام الشركة اليمنية للغاز المسال فرانسوا رافن أن ندوة وهران من أكبر التظاهرات العالمية في هذا الاختصاص، لهذا قررت الشركة الحضورالى هنا بلا تردد للتعريف بقدراتها التصديرية في الغاز الطبيعي المميع منذ أكتوبر من العام الماضي، وهو عملية شرعت فيها لإيصال الغاز المميع إلى المكسيك والولايات المتحدة والصين والهند، حيث الطلب يتزايد على هذه الطاقة. وذكر فرانسوا رافن أن مثل طوطال في الجزائر على مدى 20 سنة والآن يعود إلى وهران ممثلا لليمنية التي تمتلك فيها الشركة الفرنسية أسهما كبيرة. وساهمت الانشطة الغازية باليمن في رفع إيرادات البلد العربي الذي وضع 4,5 مليار دولار استثمارات في هذا الحقل 2,8 مليار منها مولت من بنوك ومؤسسات مصرفية دولية. وبحكم سعر الغاز المنخفض، فإن اليمن ينتظر عشرية من الزمن لتحقيق إيرادات مهمة توظف في مشاريع الإنماء الكبرى المفتوحة للرأسمال الأجنبي.