تعيش الجالية الجزائرية في المملكة البريطانية العظمى، وبالأخص في إنجلترا، حدثا خاصا بتأهل الخضر إلى المونديال، على اعتبار أن منافس المنتخب الوطني في المجموعة الثالثة، إنجلترا، المرشح الأول لنيل كأس العالم، يعرفونه حق المعرفة من عاداته تقاليده وولع جمهوره بالساحرة المستديرة، ولقد لقيت الجالية الجزائرية هناك منذ أن كشفت القرعة عن وقوع المنتخب الوطني مع منتخب إنجلترا في مجموعة واحدة هلعا كبيرا بالنسبة لهم، وهو ما زاد من ارتفاع حمى هذه المباراة التي انطلقت فعلا وقبل موعدها الرسمي، في وقت تشهد فيه الكثير من المدن الإنجليزية العريقة على غرار العاصمة لندن، ليفربول، بورتسموث وغيرها احتفالات الجالية الجزائرية التي تعيش الحدث أسابيع فقط عن موعد انطلاق العرس الكروي، وتزداد يوما بعد يوما وهم فخورون بمنتخب بلادهم المتفائلين به لتحدي أحد أعرق المنتخبات العالمية. احتكاكات مع الإنجليز في فانزبيري بارك وأنصار الخضر "دارو حالة" هذا وعرفت ساحة فانزبيري بارك، مؤخرا، اشتباكات طفيفة بين أنصار الخضر، الذين كانوا يحملون الراية الوطنية ويحتفلون بطريقتهم تحضيرا منهم للمباراة الودية التي ستجمع الخضر بمنتخب إيرلندا، والتي ستشهد من دون شك تنقلا كبيرا منهم بحكم المسافة القريبة، ليدخلوا في مناوشات كلامية بين البعض من الإنجليز وصلت إلى حد التشابك بالأيدي، وكان سببها تبادل السب من الطرفين، ما استدعى تدخل الشرطة وبعض العقلاء الذين يتواجدون بكثرة في هذا الحي المكتظ بالجالية الجزائرية، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها ويتفرق الكثير ولعل هذا كان أول احتكاك بين الطرفين. البعض منهم لا يعرف شيئا عن المنتخب الوطني إلا أحدات مارسيليا ولو أن الجالية الجزائرية تقيم منذ سنوات في بريطانيا وأن للجزائر سمعتها على الساحة الدولية، إلا أن البعض من الإنجليز لا يعرفون شيئا عن المنتخب الوطني، على اعتبار أنه لم يسبق للخضر وأن واجهوا المنتخب الإنجليزي إلا بعض النوادي منها أيام الثمانينات، كما أنهم يعرفون الجزائر للأحدات الدامية التي شهدتها مارسيليا في مباراة الدور الأول التي جمعت المنتخب التونسي أمام الإنجليزي، عندما تدخل محبو الخضر دفاعا عن التونسيين الذين تعرضوا للمضايقة من الهوليڤانز، الذين لم يفهموا شيئا بعدما تأكدوا أن الجمهور الجزائري لا يعرف الرجوع إلى الخلف لمّا يشعر بالإهانة، وهو ما تأكد منه الهوليڤانز المتشددين سيما المنحدرين من ويست هام وليتز. أنصار الأرسنال يعشقون بوڤرة ويتمنونه في ناديهم ولعا الكثير من أنصار الخضر، يجهل أن مدافع المنتخب الوطني، مجيد بوڤرة، يحظى بمكانة عالية لدى أنصار أرسنال، الذين يعشقون كثيرا هذا اللاعب ويقدرونه، ويتمنون أن يحمل ألوان ناديهم الموسم القادم، ذلك لأن أنصار النادي العاصمي يتابعون مشوار الماجيك باهتمام رفقة ناديه غلاسكو رانجرز الاسكتلندي، في وقت يبقى فيه هؤلاء الأنصار يكرهون مدافع ناديهم الفرنسي سيلفستر، والذي يصفرون عليه في كل مرة ويعتبرون الفرق شاسعا بينه وبين الماجيك بوڤرة. المصارة ما فهموا والو والغيرة تركتهم في معاقلهم هذا وسبق للجالية الجزائرية التي خرجت للإحتفال يوم تأهل الخضر إلى المونديال، أن دخلت في اشتباكات رفقة الجالية المصرية، بعدما راحوا يستفزونهم في معاقلهم، لكن الجزائريين يحتفلون حاليا ويتبادلون أطراف الحديث رفقة الإنجليز المعروفين بولعهم الكبير للساحرة المستديرة، لأن التاريخ يشهد أنهم هم من طور هذه اللعبة بعدما أسسها الصينيون. الكل يرى أن المباراة ستبقى في إطارها الرياضي ولأن مناصري المنتخب الإنجليزي معروفين بتعصبهم الشديد في مناصرة منتخبهم، شأنهم شأن أنصار الخضر، فإن الكثير من الفضوليين يترقبون ما ستسفر عنه هذه المواجهة، في ظل احتاك أنصار المنتخبين، والكل يتنبأ بأن هذه المباراة سوف لن تنتهي على خير، إلا أن الكثير من الجالية الجزائرية المقيمة هناك ترى عكس ذلك تماما، لأن المباراة هي مباراة كرة والهوليڤانز يعرفون قدر الجزائريين رغم أنهم لا يتصورون أبدا أن منتخب بلادهم سينهزم أمام الخضر، لأنهم يعتبرون أنفسهم أقوى بكثير منه. يبدة وبلحاج على كل لسان وفخر الجزائر في المملكة ويبقى ممثلا الخضر في البريمرليغ رفقة ناديهما بورتسموث، حسان يبدة ونذير بلحاج، فخر الجالية الجزائرية في إنجلترا، والكل يستدل بهما سيما المتألق نذير بلحاج، الذي يعتبره أنصار "محاربي الصحراء" أحد أسلحتم للرد على الإنجليز الذين باتوا يعرفونه، نتيجة الهالة التي قامت بها وسائل الإعلام الإنجليزية، التي حذّرت منه واعتبرته نقطة قوة المنتخب الوطني. مراد وحكيم حجزا للتنقل إلى بلاد مانديلا بمبلغ قارب ال50 مليون سنتيم هما شبان لا تتعدى أعمارهما ال38 سنة، يقيمان منذ أكثر من 17 سنة في إنجلترا وبالضبط في منطقة هيدينڤ، الواقعة غرب العاصمة لندن، الأول يشتغل حلاقا والثاني سائق أجرة، يتقاضون أجورا معتبرة سمحت لهم ليكونا من بين الجالية المحظوظة في إنجلترا، ويحضران للتنقل إلى جنوب إفريقيا من هناك، وحددا يوم السابع من جوان القادم موعدا للإنطلاقة بعدما حجزا مكانا لهما بمبلغ قارب 50 مليون سنتيم بالعملة الوطنية. مراد: "ريحة البلاد رجعناها" هذا وعبر مراد حمراس، المنحدر من القبة والبالغ من العمر 38 سنة، عن سعادته البليغة وهو يتلقى مكالمتنا الهاتفية، وحيث سألناه عن الأجواء هناك، وقال لنا نحن هنا نعيش نشوة الوطن، بهذا الحدث رجعنا ريحة البلاد، والإنجليز لم يفهموا شيئا، ليلتف حوبه الكثير من أبناء جلدته حتى يلقوا كلمتهم وانطباعهم بعدما عرفوا هويتنا. حكيم: هذه المرة سأزور الجزائر في جنوب إفريقيا حكيم إيرمان، 38 سنة، أكد أنه كان يرغب في أن يزور الوطن أولا قبل أن يشد رحاله إلى جنوب إفريقيا لمناصرة الخضر، إلا أنه سيزور الجزائر في جنوب إفريقيا. سمير: لو كانت لدي وثائق شرعية لزرت الوطن مرارا للإحتفال هو أحد الشبان الذين كان لنا الحظ أيضا للحديث معه، لازال يدفعه الحنين إلى الوطن، هو حاليا في هدينڤ، بعدما ترك حيه عين طاية، منذ أكثر من 11 سنة، يقول إنه تمنى لو كان محظوظا وله وثائق شرعية حتى يعود للوطن من أجل الاحتفال رفقة أنصار الخضر، لكن هذه الأجواء التي يعيشها هنا خففت عليه بعض الشيء. عبد الغاني: ما نحتاجه العلم الوطني وقميص الخضر وفقط" كما حدثنا أيضا عبد الغاني حميدوش، الذي تقطن عائلته في باب الزوار، والذي شد رحاله إلى إنجلترا سنة 1992، وهو حاليا في قلب العاصمة لندن، يعشق كثيرا الخضر ويتابع مبارياتهم، وهو يرتدي دائما القميص الوطني الذي يدخل به ملعب الإمارات، حيث قال لنا إن ما يحتاجه هنا هو الراية الوطنية وقميص الخضر وفقط. مصطفى (24 سنة) .. لم يزر الوطن .. متزوج من أمريكية و"مهبول على الخضرا" تبقى حالة مصطفى. ت، الذي لم تطأ قدميه أرض الوطن منذ سنة 1986 شاذة إلى حد ما، فمصطفى الذي يتواجد حاليا بمسقط رأسه بالقبة، متزوج من أمريكية مسلمة أنجبت له ثلاثة أبناء هم نبيل، بلال وزين الدين، أكد أنه هنيء بحياته الزوجية رفقة زوجته التي من المحتمل جدا أن لن يشاهد معها المباراة الثالثة من النهائيات لأنه سيعود إلى إنجلترا في نفس توقيتها، بما أنه عندما يشاهد مباريات الخضر لا يحبذ أي شخص يزعجه فكيف لها أن تناصر منتخب بلادها أمام أنظاره، وبالتالي فقد اجتمع الثلاثي في بيت واحد، مصطفى يناصر الخضر حد النخاع، الزوجة الأمريكية تناصر بطبيعة الحال منتخب بلادها، أما الأبناء فقد يميلون شيئا ما إلى الإنجليز، الأرض التي ولدوا عليها وتربوا فيها.