وكان سعدان خلال كل اللقاءات التطبيقية التي أجراها الخضر قد عمد على إقحام الحارسين شاوشي وڤاواوي في المرحلة الأولى من أي مباراة، على أن يعتمد على مبولحي وزماموش في المرحلة الثانية، لكن وبالنظر إلى المردود الفردي كان شاوشي الأحسن على الإطلاق وأظهر مرونة وقوة في التصدي لكل المحاولات، ما يرشحه لأن يكون الحارس الأول للتشكيلة في المونديال دون أي نقاش، في حين أن ڤاواوي وبالرغم من أنه يحظى بثقة المدرب إلا أنه لم يكن ذلك السد المنيع وبدا عليه التأثر معنويا لفقدانه مكانة أساسية، بحيث بدا يشعر أنه لم يعد الرقم واحد، عكس مبولحي غير المبالي إطلاقا بعامل المنافسة ويلعب براحة تامة أهلته لاكتساب نقاط عديدة ترشحه حتى للمنافسة على منصب البديل لشاوشي، إذا سلمنا بما قاله سعدان خلال كل مداخلته على أنه لن يعتمد "السوسيال"، وهو أمر محبذ للغاية في منافسة من حجم المونديال. شاوشي ينفجر وسيكون الحارس الأول بدون منازع وبالعودة قليلا إلى الوراء نجد أن رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، وفور وصوله إلى مكان التربص توجه مباشرة إلى الحارس شاوشي ليضع النقاط على الحروف معه، كما أنه طالبه بتوخي الحذر وعدم تكرار الأخطاء التي وقع فيها في كأس أمم إفريقيا، وهو ما يوحي أنه سيكون الرقم واحد في المونديال المقبل، كما أن الكل توقع انفجار هذا العملاق الصغير في جنوب إفريقيا بالنظر إلى ثقته بالنفس ولا يهاب المهاجمين مهما يكن وزنهم. عامل الخبرة يرجح كفة ڤاواوي في حين العملاق الكبير صاحب أكبر تجربة وخبرة بالمقارنة مع الثلاثي الأخر، نجد أن الحارس الوناس ڤاواوي الذي طالما أسعد الجزائريين في العديد من المرات وفي عدة مواسم متتالية كان محظوظا وخبرته الطويلة شفعت عنه، وهو الشيء الذي جعله يكون ضمن قائمة 23، كما أن عطائه الكبير للخضر منذ 2001 إلى يومنا هذا طال من بقائه مع الخضر وحال دون إبعاده مباشرة بعد تألق شاوشي في التصفيات المزدوجة لكاسي العالم وإفريقيا، وكذا مع استدعاء مبولحي وزماموش. شكرا زماموش نحتاجك في المستقبل وبين هذا وذاك، فإن زماموش وحتى وإن حاول جاهدا الصمود، إلا أن مصيره اتضح أنه لن يلعب المونديال، لكن يبقى الحارس البارز الشاب الذي ينتظره مستقبل زاهر، سيما وأنه احتك بعناصر المنتخب الوطني وأبان عن إمكانيات معتبرة، إلا أن الثلاثي مبولحي ڤاواوي وشاوشي كسبوا نقاطا أحسن منه رشحتهم لكسب ثقة سعدان ليكونوا في المونديال، ويبقى سعي زماموش مشكور، سيما وأنه لم يقصر وساهم بإمكانياته الكبيرة في إثراء المنافسة.