أوّلا، حمدا لله على سلامتك وأنت الذي قضيت أياما في كندا رفقة عدد من الدوليين. شكرا لك، لقد عدت في السّاعات الماضية فقط من كندا حيث قضّينا أياما رائعة، غير أنّها منعتني من مشاهدة المباراتين الوديتين الأخيرتين اللتين خاضهما المنتخب أمام ايرلندا والإمارات.. لقاء الإمارات تزامن وعودتنا إلى أرض الوطن، حيث سمعنا بالنّتيجة النّهائية في مطار باريس، كنت أودّ مشاهدة آخر لقاءين تحضيريين قبل المونديال، لكن المكتوب أراد غير ذلك. ماذا يمكن أن تقول حول نتيجة مباراة الإمارات التي آلت لمنتخبنا بهدف يتيم ؟ بغض النّظر عن الأداء طالما لم أشاهد المباراة، فإنّنا كنّا بحاجة ماسّة إلى انتصار قبل دخول المونديال، أعتقد أنّ هذا الفوز مهمّ جدا من الجانب النّفسي ويجعلنا ندخل نهائيات كأس العالم في أحسن الأحوال. الأكيد أنّه بلغك أنّ المدرّب سعدان وضع شاوشي أوّلا في ترتيب الحرّاس، مبولحي ثانيا وڤاواوي ثالثا ؟ نعم سمعت بهذا الترتيب الذي قد يكون صحيحا حاليا، على أساس أنّ سعدان الذي هو قريب من الحرّاس الثلاثة هو الوحيد الذي يعرف درجة استعداد كلّ واحد منهم على بعد أقلّ من أسبوع واحد من انطلاق المونديال.. سعدان يكون قد راعى في ترتيبه درجة الاستعداد من النّاحية النفسية، أمّا من حيث القدرات الفردية في حدّ ذاتها فإنّي صراحة لست متفقا مع سعدان في هذه النّقطة. ترى أن شاوشي لا يستحقّ المركز الأوّل ؟ من حيث القدرات الفردية، فإنّ لديّ قناعة شخصية أنّ ڤاواوي هو الرّقم واحد بالنّظر إلى مستواه أوّلا، خبرته الطويلة ثانيا ورزانته في الشّباك ثالثا.. ڤاواوي برهن أنّه حارس متميّز في التصفيات، ليجد نفسه بين عشية وضحاها الثالث في الترتيب بعد شاوشي وكذا مبولحي.. بلغني أنّ شاوشي يتحمّل جزءا من المسؤولية في هدفين تلقاهما أمام ايرلندا (لم يشاهد المباراة لكونه كان في كندا) فعلى أيّ أساس تمّ اختياره الأوّل في الترتيب ؟ شاوشي تدارك الموقف أمام الإمارات ولعب مباراة في المستوى. حتى وإن تدارك الموقف، فإنّي أضع ڤاواوي في المركز الأوّل بالنّظر إلى العوامل التي كشفتها لك منذ حين، لكن من الممكن أن يكون ڤاواوي قد تأثّر من عدم مشاركته أمام ايرلندا والإمارات، ما انعكس بالسّلب على مردوده في الحصص التدريبية، فوضعه سعدان في المركز الثالث، لذلك قلت لك منذ قليل أن الترتيب الذي وضعه المدرّب قد يكون صحيحا، إذا ما راعى فيه درجة الاستعداد النّفسي لكل حارس، أمّا من حيث القدرات فإنّ ڤاواوي يبقى الأفضل في رأيي. ترى أنّ مرمى «الخضر» ليس في أمان في المونديال مع شاوشي ؟ والله مستوى شاوشي غير مستقرّ، فكما بإمكانه أن يلعب مباراة كبيرة جدا، يمكن أن يمرّ جانبا، أرى أنّ شاوشي تنقصه الخبرة التي تجعلنا نتّكل عليه بنسبة 100 بالمائة. مبولحي في المركز الثاني وأفضل من ڤاواوي، ما تعليقك ؟ صدّقني لا أعرف شيئا عن هذا الحارس الذي كان ينشط في البطولة البلغارية، بلغني أنّه شارك لبعض الدّقائق في مباراة ايرلندا وتلقّى هدفا من ركلة جزاء.. لا أجد تفسيرا لإدراج هذا الحارس في المركز الثّاني وقبل ڤاواوي الذي لا يستحق أن يوضع في المركز الأخير، اللهم إلا إذا كان في الوقت الحالي محطّما نفسيا بسبب عدم الاعتماد عليه أمام ايرلندا والإمارات. ماذا يمكن أن تقول حول إبعاد زماموش ؟ صراحة، كنت أتوقّع إبعاد زماموش أوّلا لكونه يفتقد إلى الخبرة اللازمة التي تجعله يلعب دورا بارزا وثانيا لأنّ التضحية به لن تخلّف ردود أفعال كبيرة إذا ما قورن ذلك بإبعاد واحد من الثلاثي الذي تمّ الاحتفاظ به، أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت. كيف تتوقّع المشاركة الجزائرية في المونديال ؟ المباريات الودّية تختلف جذريا عن المباريات الرّسمية وليست معيارا للحكم على قوّة أو ضعف أيّ منتخب.. سأعطيك مثالا إيطاليا بطلة العالم خسرت أمام المكسيك قبل أيّام ودّيا، لتتعادل أمام سويسرا هذا لا يعني أنّها ضعيفة، بل قد تظهر بوجه آخر في المونديال. يمكن لنا أن نؤدّي دورة مشرّفة، ولو أنّ كلّ شيء يتوقّف على المباراة الأولى أمام سلوفينيا، فإن حققنا نتيجة إيجابية ‘'نقدرو نطمعو'' والعكس صحيح. بعيدا عن المونديال، اتّضح أن الأطباء الرّوس الذين كانوا يشرفون عليكم في الثمانينات حقنوكم بحقن كان لها مفعول سلبي فيما بعد حيث أنّ عددا منكم أنجب أطفالا معوّقين في صورة شعيب وغيره ؟ لم أفهم، أعد السؤال من فضلك (فأعدناه له).. صحيح أنّ أطبّاء روس كانوا يشرفون علينا في فترة الثمانينات، لكنّك فاجأتني بهذه المعلومة.. الحمد لله رزقني الله بأبناء أصحاء.. هل أنت متأكّد ممّا تقول (فأجبناه أنّ زميلنا أجرى استطلاعا للرأي في كندا مع عدد من زملائه الدّوليين السابقين الذين أمدّوه بهذه المعلومة). حدثت بعض المشاكل خلال فترة إقامتكم في كندا بين عدلاني وفرقاني، أليس كذلك ؟ كلّ شيء سار على ما يرام في كندا، كل ما في الأمر أنّه حدثت بعض الأمور التي ينبغي الوقوف عندها إن أردت. نودّ معرفة هذه الأمور. عدلاني الذي يرأس أكاديمية هناك وفّر لنا كل الظروف المواتية لإقامة في المستوى، كان يراهن على أحد الأشخاص الذي يملك مخبزة هناك ليقدّم له يد المساعدة، غير أنّ ذلك لم يحدث، فلم يجد سوى الاجتهاد حتى يجعلنا في أفضل الظروف وهو مشكور على ذلك، غير أنّ هذا الاجتهاد لم يعجب بعض الأطراف التي حاولت الاصطياد في المياه العكرة. ماذا حدث، وضّح أكثر من فضلك ؟ في يوم من الأيام تنقلنا من مدينة ‘'موريال'' إلى منطقة ‘'نياقرا'' الكندية، فتفاجأنا بأنّ صاحب الفندق هناك تلقى مكالمة هاتفية مجهولة المصدر يحذّره صاحبها من عدلاني الذي وصفه صاحب المكالمة بالغشّاش وبأنّه لن يسدّد له ثمن إقامة اللاعبين الدّوليين السابقين.. إنّه أمر خطير وعيب كبير. عدلاني شخص رائع وجعلنا لا نحتاج أيّ شيء برفقة عدد من الجزائريين المقيمين في كندا على غرار الإخوة فيلالي وصاحب مخبزة ‘'لابال بلو''، كما حدث أمر آخر مؤسف للغاية. ما هو ؟ بعد أن أقمنا لمدّة يوم واحد في ‘'نياقرا'' وفي الوقت الذي كنّا نتأهّب للتوجّه إلى ‘'طورنطو''، طلب منّا فرقاني ضرورة العودة إلى ‘'موريال''، خاصّة وأنّ الفندق هناك ‘'ماشي خالص'' على حدّ تعبيره وقد نجد أنفسنا في الشّارع، وهو ما لا علاقة له بالواقع، وكاد يتسبّب في مشكلة بين عدلاني وفرقاني.. إحقاقا للحق الجولة التي قادتنا إلى كندا ولو سدّدنا تكاليفها من جيوبنا ‘'ماتطيحش'' تحت 200 مليون سنتيم، لذا أقول لك أنّ عدلاني أكثر من مشكور.