والذي يرى فيه الكثيرون رقم واحد في العالم من دون منازع، بل هو المدرب الأول في تاريخ كرة القدم الذي تشجع فريقه لأنه يدربه، خاصة وأنك من دون شك ستشجع الفريق الفائز. قال الكثيرون إن مورينيو إمبراطور يؤمن بخيار النصر فقط، وقال البعض أيضا إنه مثل غاندي يؤمن بأن النهاية هي انتصاره، ولكن سنحاول التوسع مع البحث عن أسرار مورينيو العشرة مع التذكير بمقولة المدير رياضي في نادي الإنتر برانكا: "سر جوزيه مورينيو أنه مورينيو". 1- يملك خيار وحيد وهو الإنتصار: مورينيو يؤمن بأن لديه خيار واحد وهو الإنتصار، وهذا لمن يعمل في مجال فيه نوع من التحدي هو أهم شيء، فمن الحكمة ما تقول: " إن عدو النجاح الخوف من الفشل، ومورينيو عندما يدرب يعتبر أن النتيجة هي الإنتصار لذلك تجد الحلول كلها معه والهدف فقط أن ينتصر لا غير، وهذا ما يمكنه من الإنتصار دائما. 2- المغامرة حتى ولو كانت مجنونة: لا يخجل من تطبيق الحل الصحيح، فبعض المدربين يترددون في تطبيق فكرة دفاعية في مباراة صعبة وبعضهم يخشى المغامرة المجنونة من أجل تحقيق نقاط ثلاث كي لا ينتقد في النهاية في حال فشلت المغامرة.. لكن مورينيو يفعل كل ذلك، فشاهدنا مع الإنتر وجود مدافع واحد ضد دينامو كييف وشاهدنا مع الريال كيف لم يكترث بانتقادات وجهت له بسبب دفاعيته ضد برشلونة، والتي تحولت إلى مديح عقب حمل الكأس.. مورينيو يدرك بأن الناس ينسون كل شيء إلا من حمل اللقب، فانتقاده المستمر حول أسلوب اللعب أو الدفاع المفرط في بعض المباريات نسيه الناس جميعا وتذكروا ركضة سوبر مان ضد برشلونة وتذكروا أنه حصد ثلاثية تاريخية في إيطاليا بعد أن عرفوه في البرتغال ناجحا وفي إنجلترا رائعا. 3- تغيير خطة اللعب أكثر من مرة في المباراة: يجهز فريقه بثلاث خطط دوما، وغيرها كلما اقتضت الضرورة لذلك، فطالما شاهدنا كل الفرق التي يدربها تلعب بطريقة مختلفة في مباراة واحدة، وهذا حسبما تقتضيه الظرورة، فمع بورتو ومع تشيلسي ومع الإنتر والآن مع الريال نشاهد الفريق يلعب بأكثر من شكل، أكثر الخطط استعمالا لديه هي 4-2-3-1 و 4-3-3 و4-3-1-2. 4- سلاحه اللاعب المتعدد المراكز: يحب اللاعب القادر على أن يلعب في أكثر من مركز، خصوصاً فيما يتعلق بخط الوسط، فنظرته إلى سوق انتقالاته مع الريال وتلك مع الإنتر وتجهيزه لبورتو كان مورينيو يركز على لاعب خط الوسط متعدد المراكز، فهو مثلاً اشترى أوزيل وخضيرة والأول يستطيع اللعب في ثلاثة مراكز خلف المهاجمين أما خضيرة فيستطيع اللعب في مركزين نقطة أخرى أدمجها مع هذا السر هي أنه يؤمن بشكل مطلق بأهمية صانع الألعاب المبدع المتوفر دوما ولا يفاوض في هذا أبدا؛ فعندما كان في بورتو كان لديه ديكو وفي تشيلسي لامبارد وفي الإنتر شنايدر والآن لديه أوزيل. 5- يحمل الضغط الإعلامي على عاتقه ويبعده على اللاعبين: يحمل الضغط الإعلامي على عاتقه بدلاً من لاعبيه، فهو يعلم بأن الإعلام قادر على تحطيم لاعب كرة القدم لو زاد من ضغطه عليه لذلك يجعل كل التركيز عليه مما يسمح للاعبيه باللعب بهدوء ومن دون ضغط حتى إذا حصدوا الألقاب نالوا المديح كله.. كلنا يعلم كيف صفقنا لمورينيو عندما حمل لقب دوري الأبطال ثم اهتم الجميع بتألق مايكون ولوسيو وميليتو وشنايدر في البطولة.. هذه نقطة مهمة أعيد صياغتها كما يلي:"مورينيو يجعل نفسه في الواجهة لحمل الضغط الإعلامي، حتى إذا حصد الألقاب تنحى ليعطي المساحة للاعبيه". 6- اهتمامه بالتفاصيل الصغيرة كالطالب المجتهد الإهتمام بكل التفاصيل كالطالب المجتهد، وأكد هذا الكلام مدرب اللياقة الذي كان معه في بورتو روي فاريا، من قصص مورينيو أنه شاهد مباراة تشيلسي أثناء تدريبه للإنتر 7 مرات ويقال أنه أمضى أياما يشاهد برشلونة كيف يلعب قبل أن يطيح به في نصف نهائي دوري الأبطال للموسم الماضي. 7- يخلق ضغطا غريبا على الفرق المنافسة: اختلاق المعارك من حول الفريق الذي يلعب ضده، ليشعر لاعبين أنهم مركز الاهتمام وأن عليهم تجنب الخسارة، سر ندركه جميعاً لكن هناك من لعب معه وقالها بوضوح مثل تياغو مينديز: " هو يجعلك تشعر بأن الآخرين يكرهونك وبالتالي تخرج أفضل ما لديك كي لا يشمتوا فيك". 8- يفرض شخصيته على النجوم بالترغيب وليس الترهيب: الحرص على نظرية الإحترام المتبادل في الداخل وليس الترهيب، فمورينيو ليس ككابيلو الذي يحاول وضع قوانين عسكرية وإنما يحاول الحرص على كسب احترام النجوم الكبار من خلال بعض النجاحات السابقة والحالية ...يقول دروغبا هنا : "هو يعرف المستقبل، بعد أن تعرضت للطرد أمام برشلونة خرج وصرح ضد التحكيم وقال لنا بعد ذلك أننا سنحصل على كولينا الآن .. وهذا ما حدث!"...بهذه اللمسات الصغيرة يستطيع مورينيو أن يفرض شخصيته واحترامه وبنفس الوقت يحترم النجوم فهو يدرك أن معركة داخلية واحدة كفيلة بإسقاط أقوى الفرق. 9- الحرص على كسب محبة الجميع حتى الطباخ والبواب: الحرص على الأجواء الإيجابية وكسب محبة كل من في النادي، فأكثر من لاعب صرح بأن البواب والطباخ يحب مورينيو لأنه يتعامل معهم باحترام .. هذه الأجواء هي من جعلت شنايدر يقول بعد رحيل مورينيو: " مستعد للموت من أجله" وهذه من جعلت كارفاليو يقول حال علمه باهتمام الريال: " آتي إليه على الأقدام أو سباحة"...هذه الأجواء تجعله يحصل على أفضل ما لدى كل فرد من لاعبيه حتى تم وصفه بحامل الدكتوراه في علم النفس والاجتماع وإدارة الموارد البشرية. 10- الحرص أن يكون لاعبوه في لياقة عالية: اللياقة تأتي أولاً، فكل الفرق التي دربها مورينيو تحول فيها اللاعبون إلى ماكنات حقيقية لا تتعب ولا تشعر بالإرهاق وربما الضغط أمام برشلونة في المباريات الأخيرة أكد ذلك .. مورينيو ذاته كشف عن هذا السر أكثر من مرة عندما ألمح إلى أن اللاعب الجاهز 100% أفضل من النجم الكبير الجاهز بنسبة أقل. هذه تبقى مجرد افتراضات حول رجل تميز عن غيره من دون نقاش ومن دون شك، قد تصيب هذه الافتراضات، وقد تخطئ لكن الأكيد أن في هذا الرجل ما هو أكبر بكثير من كل المدربين الآخرين.