أخذت مسألة استهداف المقاومين السابقين وأفراد الدفاع الذاتي في سيدي بلعباس منعرجات خطيرة في الأيام القليلة الماضية، بعدما أكدت مصادر أمنية موثوقة، أمس، أنه من غير المستبعد أن تكون وراء مثل هذه العمليات، جماعة إرهابية ناشطة عبر محور سيدي شعيب، مرين ومرحوم بأقصى جنوب الولاية. وقالت المصادر ذاتها إنه ما كان يُعتقد بأنها عصابات لصوص وسراق مواشي تستهدف الرعاة بهذه المناطق، قد تحوّل إلى الفرضية الثانية عندما أظهرت محاولات الاختطاف أن المستفيدين بالأساس هم رجال الدفاع الذاتي وعناصر المقاومة أو أبناؤهم، وقد توضّح ذلك جليا عقب اختفاء المواطن المدعو (ب. ساحلي) البالغ من العمر 46 سنة والقاطن ببلدية سيدي شعيب، حيث أبلغت عائلته مصالح الأمن وقوات الجيش (المتمركزة أساسا في المنطقة منذ أسابيع بحثا عن إرهابيين)، باختفائه أثناء تواجده في الغابة المسماة "حاسي درقاوي"، وهي ذاتها المنطقة التي حاولت فيها جماعة إرهابية الشهر الماضي اختطاف مواطن آخر، قبل أن يتمكّن من الفرار. وحسبما أفاد به من معلومات، فإن أربعة إرهابيين حاصروه بأسلحتهم بينما كان يجمع الحطب واقتادوه إلى مكان مجهول، لكنه نجح في استغلال غفلتهم للفرار عبر الغابة الكثيفة، وبعدما وصل إلى مسكنه أبلغ مصالح الأمن وقال إنه تعرّف على أحد الإرهابيين، ويدعى (حمزاوي) من مواليد وسكان بلدية مرين. وفي الحين، اكتشفت الجهات الأمنية المسؤولة أن القاسم المشترك بين الحادثتين يتمثل في كون الضحيتان من "عناصر الدفاع الذاتي"، بما عزّز اعتقاد البعض أنها تصفية حسابات بين الإرهابيين وأفراد المقاومة الذين وقفوا في خط الدفاع الأول عن قراهم وممتلكاتهم خلال سنوات المحنة وضد هجمات الإرهابيين، كما تقوّت رغبة بعض سكان المنطقة في الاحتفاظ بأسلحتهم عقب تأكيد بعض المسؤولين قرار سحبها نظرا لتحسّن الظروف الأمنية. من جانبها، صرّحت قيادة الجيش أنها أعطت أوامرا صارمة لتمشيط المنطقة وخصوصا غابة "حاسي درقاوي" التي يعتقد أن جماعة إرهابية تتحصّن في أحد معاقلها، علما أن هذه الغابة يحدها شرقا وادي تاوريرة، ومن الغرب قرية سيدي شعيب التي ما يزال بعض سكانها يقولون "إن الإرهاب لم ينته بصورة كاملة طالما بقيت بعض العناصر الدموية تنشط في المناطق المجاورة المعزولة وتستهدف رعاتهم بالأساس"، حتى وإن خفّت حدة تلك العمليات في السنوات الأخيرة. قادة بن عمار بالموازاة مع مقتل شاب و"اختفاء" آخر قرب تيغانيمين بباتنة جرح ثلاثة عسكريين في انفجار ألغام بشاحنة مفخخة قتل شاب في العشرينيات من العمر، واختفى آخر، إثر انفجار ألغام تقليدية الصنع زرعتها الجماعات المسلحة في شاحنة كانت مهجورة في منطقة جبلية فاصلة بين بلدية تيغانيمين ومنطقة بالول، على بعد 11 كلم عن الطريق الوطني رقم 31 الرابط بين باتنة وبسكرة عبر آريس، حسب ما أوضحته مصادر محلية أمس، فيما نجا شاب ثالث بأعجوبة وتمكن من إخطار السلطات المحلية والمصالح الأمنية المختصة. وكان الشبان الثلاثة من مواليد 1982 و1983 و1984 على التوالي والمقيمون بحي ذراع الزيتون ببلدية آريس، دأبوا منذ مدة على التنقل إلى مكان تواجد شاحنة أحد الخواص كانت جماعة مسلحة للسلفية للدعوة والقتال سلبتها من صاحبها إثر حاجز مزيف سنة 1997 وتركتها هناك نصف محترقة، قصد تفكيك بعض قطع غيارها وأجزاء صالحة من هيكلها لإعادة بيعها في السوق، قبل أن ينفجر فيهم لغم تقليدي نهاية الأسبوع الماضي، بينما كانوا منهمكين في تقطيع بقايا هيكلها ما أسفر عن مقتل شاب، مزقته الشظايا، ونجا صاحبه بأعجوبة، فيما لم يعثر أثر لثالث كان برفقتهما، وفور إبلاغ مصالح الأمن المشتركة، شرعت مجموعة في البحث عن "الشاب المختفي"، وعند الاقتراب من محيط تواجد الشاحنة المفخخة انفجر لغم آخر خلف جرح ثلاثة جنود بإصابات طفيفة ومتفاوتة في الأطراف السفلية، حتم نقلهم إلى مستشفى باتنة الجامعي لتلقي الإسعافات الضرورية. يذكر أن إرهابيا (م.ش) كان يتولى مهمة زرع وتفكيك الألغام التقليدية لدى الجماعة السلفية والدعوة والقتال بمنطقة الأرباع "الملغمة" قضى نحبه إثر انفجار قنبلة تقليدية، كما جرح رائد ومجموعة جنود خلال الأسبوع الماضي. نوال. فتاح