أعلن أمس الرئيس المدير العام لنفطال سعيد أكراتش أنه توصل إلى اتفاق مع الفيدرالية الوطنية للمستغلين الأحرار لمحطات الوقود يوم الأحد الماضي على إقامة بروتوكول يحدد إطارا للتشاور بين الطرفين وإعادة النظر في بنود العقد الذي يربط المؤسسة ومستغلي محطات الوقود وذلك قصد جعل ممثلي الفيدرالية يتراجعون عن خيار الإضراب المقرر أن يشنه مسيرو محطات الوقود الأحرار يوم السبت المقبل. هذا الاتفاق نفاه رئيس الفيدرالية مصطفى بوجملال، وقال إن الأمر بين يدي رئيس الجمهورية، وقال الرئيس المدير العام لنفطال في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر وزارة الطاقة والمناجم أن الفيدرالية الممثلة للمسيرين الأحرار لمحطات الوقود قد وقعت على محضر الاتفاق، وهو ما اعتبره المسؤول ذاته استعدادا للتراجع عن الإضراب الذي أعلنته الفيدرالية عبر الإشعار به في 18 جانفي الماضي. وأهم ما ينص عليه الاتفاق هو إعادة النظر في بنود العقود التي تربط نفطال بمسيري المحطات الأحرار المقدر عددهم 355 حسب تأكيد المتحدث. البنود التي تحدث عنها أكراتش هي تلك التي تعد نقاط الخلاف بين الطرفين وسبب التهديد بالإضراب. ويتعلق الأمر عند حد قول منشط الندوة الصحفية بمسألة التنازل عن محطات الوقود لمدة 99 سنة لصالح مسيريها مع إمكانية نقل استغلالها تلقائيا إلى ورثة المسير بعد ممات هذا الأخير. ومع تأكيده استعداد المؤسسة للتفاوض من جديد حول نقاط الخلاف، إلا أن أكراتش كان يعتبر أن فكرة التنازل عن محطات الوقود لا يمكن في أي حال من الأحوال تبنيها، لأن عملية التنازل تتطابق فقط مع أملاك الدولة، في حين أن المحطات المذكورة هي ملك لسوناطراك بعد أن اشترتها أو أممتها الدولة في نهاية الستينيات. كما أورد المتحدث أن نقل استغلال المحطات تلقائيا لورثة المسير بعد وفاته لا تتطابق هي الأخرى مع القوانين السارية المفعول على اعتبار أن الإرث يتعلق بالملكية ومحطات الوقود ليست ملكا للمسير وإنما ملك لنفطال وهي التي تقرر من يستغلها بعد انتهاء العقود أو وفاة مسير المحطة، لكن الرئيس المدير العام لنفطال أعلن مع ذلك عن قبول نقل حق استغلال المحطة لأحد ورثة المسير المتوفي وذلك إبرام عقد جديد لفائدته. وفيما أعلن مدير فرع التسويق بنفطال السيد مزيدي أن عدد مسيري محطات الوقود الذين لازالوا في خلاف مع المؤسسة لا يتعدى 24 مسيرا من بين 355، أعلن مصطفى بوجملال، رئيس فيدرالية المسيرين الأحرار لمحطات الوقود على هامش الندوة الصحفية أن الفيدرالية متمسكة بخيار الإضراب. كما أعلن أنه سيرد على مجمل ما قاله المسؤول الأول على نفطال في ندوة صحفية ينتظر تنشيطها بعد غد السبت، وسيعلن حينها المتحدث شن الإضراب أو التراجع عنه، لكن بوجملال كشف عن رفضه للرقم الذي أعطته نفطال المتعلق ب 24 مسير محطة وقود محتج، وقال إن العدد هو أكبر، و و ما يمثل حرب ارقام بدأه الطرفان استعدادا للإضراب. كما أفاد المتحدث أن فيدراليته لم توقع إلا على محضر اجتماع وليس محضر اتفاق، وهو ما يجعل الطرفين في نقطة البداية في انتظار ما تصل إليه اللجنة الوزارية المشتركة المعتكفة على دراسة الملف ومن المقرر أن تسلم نتائج دراستها لرئيس الجمهورية للفصل فيه حسب ما قال بوجملال. سليم بن عبد الرحمان : [email protected]