قرر الملك المغربي محمد السادس وقف المتابعة القضائية ضد يومية "الصحيفة" المغربية، عقب تراجع هذه الأخيرة عن صحة معلومات صنفتها ب "السرية" كانت قد نشرتها الثلاثاء الماضي، تحت عنوان "كذبة بترول تالسينت"، اعتمدت فيها على رسالة لميكائيل كوستن مدير الشركة الأمريكية المكلفة بالتنقيب عم البترول بإحدى المناطق المغربية التي كان يعتقد أنها غنية بالبترول، وفق تصريحات الملك نفسه لتتبخر فيما بعد آمال الشعب. الصحيفة المغربية ذهبت إلى ابعد من الاعتذار عندما غضب عليها القصر الملكي، بعدما كانت قد ذهبت في وقت سابق إلى أبعد حد من الجرأة في عرضها للفضيحة الكبيرة التي تؤكد خروقات قانونية وفساد مالي ورشاوى، تورط فيها كبار مسؤولي الدولة وعلى رأسهم الملك محمد السادس، فقد قررت الصحيفة "توقيف" نفسها من تلقاء نفسها لفترة مؤقتة تثمينا لقرار الملك "الايجابي جدا" وبسبب ما اعتبرته سوء التسيير "الاختلالات في سير عملها"، بحسب مسؤولي "الصحيفة" الذين أشاروا إلى "خطأ مهني"، كما صرح المساهم الرئيسي في شركة "تري ميديا" -المؤسسة الأم- بوضع الصحيفة للبيع. وتكون بذلك الصحيفة قد ألبت على نفسها العديد من قرائها حسب ما أوضحه البريد الالكتروني الوارد على مختلف المواقع الموصلة الى "الصحيفة"، في حين اعتبر رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف أن مسؤولي الجريدة وقعوا في "خروقات لأخلاقيات المهنة، بتضمن المقال للكذب المقصود"، كما ثمنت نقابة الصحافة الموقف "النبيل لصاحب الجلالة". هذا، وكانت "الصحيفة" قد توعدت بنشر النص الكامل للرسالة - في اليوم الموالي أي الأربعاء- الموجهة من قبل رئيس شركة التنقيب إلى الملك محمد السادس، والتي تؤكد اكتشاف البترول فعلا وتتهم السعوديين بالوقوف وراء عرقلة استغلاله، كما أكد صاحب الرسالة أن الملك تلقى هدية من السعوديين بمبلغ 13 مليون دولار أمريكي، غير ان مسؤولي اليومية المغربية - وبعد حملة تنديد من طرف الصحافة الرسمية لما أقدمت عليه "الصحيفة" في حق المملكة وهيبة الملك - تراجعوا في ظرف يومين من "غضب" محمد السادس، ليؤكدوا أن صاحب الرسالة رئيس شركة "سكيد مور" للطاقة الأمريكية، ظل يكتب رسائل تتضمن معلومات متناقضة ومتضاربة. على صعيد الاستنكارات، كتب محمد لفضيل من الرباط في موقع "عرب تايمز"، متسائلا "لماذا توقف الصحيفة إصدارها وبشكل ذاتي وطوعي بحجة اختلال في التسيير والتدبير الداخلي للجريدة"؟، مضيفا أن الصحيفة قد ارتكبت خطأ كبيرا، ليس بنشرها الفضائح وإنما بالتراجع عن موقفها بسهولة وطواعية، مبديا تأسفه من التضحية بمكتسبات الصحافة الحرة، والذي يعتبر على حد وصفه بالعمل التهديمي لما أنجز سابقا. بلقاسم عجاج