كمال قرور كاتب وصحافي تعرف المؤسسات الثقافة الوطنية البيروقراطية عجزا كبيرا في إنتاج المعرفة وتوزيعها، بسبب التسيير السيء للهياكل وللطاقات البشرية وتبذير المال العام، لذلك لايمكن ان نعول عليها مستقبلا في صناعة المعرفة، والأحسن ان نضع لها حدا حتى لا تستمر في هدر الطاقات واستنساخ الفشل. في ظل هذه العوامل المفتعلة لا يمكن ان نستمر في العبث بمصير أمة تريد ان يكون لها حضور إيجابي في الالفية الجديدة. اننا نحتاج الى تجاوز الأمر الواقع، لانه ليس قدرا محتوما، بل عندما تتوفر النية الحسنة والارادة القوية والفعالية المطلوبة سيكون القطاع اكثر مردودية اذا قام بنقد ذاتي، واعاد تنظيم نفسه بنفسه وفق استراتيجية مدروسة، بعيدا عن الحساسيات المفرطة والمزايدات الباطلة والشطحات المخبولة. الحقيقة ان الهياكل، والطاقات المبدعة الفاعلة، في الداخل وفي الخارج، والوسائل التكنولوجية لا تنقصنا، إن ما ينقصنا هي المؤسسة التنظيمية الحديثة التي ينبثق من مجهودات تفكيرها المشروع الثقافي المعرفي الاستراتيجي الهادف، والتسيير الحديث للطاقات البشرية... المتمثل في الهيكل التنظيمي الجديد مجلس المبادرة لصناعة المعرفة والذي ندعو كل المخلصين لبلورة فكرته الطموحة ليصبح واقعا ملموسا بقليل من التضحيات والصبر والمثابرة... ماهو؟ - هو مجلس ديموقراطي متعدد الأصوات، منتخب من قبل المجتمع المدني: الجمعيات الثقافية، والجامعات والمعاهد ومراكز البحث والاشخاص الفاعلين في الحقل الثقافي الذين لهم اسهامات وخبرات في هذا المجال ولهم قناعات ايديولوجية وعقائدية مختلفة. يفكرالمجلس بصوت مسموع في اطار قوانين الجمهورية والمبادئ الانسانية. لماذا المجلس؟ - أهمية المجلس في هذه المرحلة تتمثل في: تدعيم الخطوة الديموقراطية، وذلك بإشراك المجتمع المدني في الاستشارة وفي الفعل المعرفي والمبادرة المعرفية، بعيدا عن الانفعالية والافتعال، وهذا بفتح فضاء للحوار والاختلاف والتسامح بين المبدعين والمنتجين الثقافيين بعيدا عن كل الضغوط، والحؤول دون هيمنة جهة معينة وتهميش وإقصاء الآخرين لاعتبارات جهوية أو إيديولوجية، هذه السلوكات التي تراكمت ايام المحنة الاحادية وفي زمن التعددية، للأسف، فقتلت الابداع وشجعت الرداءة وخلقت المقاولين الثقافيين المنتفعين من المال العام لحسابهم الخاص. ما هو دوره؟ - دور المجلس هو: إحصاء عدد المنتجين الثقافيين داخل الوطن وخارجه، في شتى المجالات، وتوفير بنك معلوماتي للمادة الرمادية يلجأ اليها عند الضرورة وفي وقت سريع، ثم التخطيط للمشروع المعرفي المستقبلي وتوجيه الطاقات الفاعلة وحمايتها والدفاع عن حقوقها... ماهو هدفه ؟ هدفه هو فتح الورشة الثقافية طيلة السنة لترقية الإبداع المعرفي، من فعل فردي معزول متقطع، الى عمل جماعي صناعي متواصل، متفاعل له مردوده، ويلبي حاجيات المواطنين... ويتحقق ذلك بمساعدة الاعضاء النشطين فيه والبحث عن المواهب، عن طريق المسابقات وغيرها من الوسائل الفعالة، في كل مجال، ومساعدتها على تفتيق طاقاتها وتفعيل الساحة الثقافية على مدار السنة حتى لا تبقى الأمور تسير عشوائيا ومناسباتيا فقط. وكذلك تأسيس نواة أفقية محلية ثم عمودية وطنية في إطار هذه الورشة لتأسيس صناعة معرفية جادة قابلة للاستهلاك وطنيا وقابلة للتصدير وقادرة على منافسة المنتوج الغربي. ماهي وسيلته؟ وسيلته هي الدعم والتحفيز والمحاسبة، بالإشراف على ترشيد توزيع الميزانية السنوية الخاصة بالمعرفة وإنفاقها في مكانها حتى يعود نفعها على المجتمع، وليس تبذيرها وبعثرتها شمالا ويمينا حيث لا تنفع إلا أشخاصا معينين... وهكذا يعاد لمال المعرفة دوره فيصبح استثمارا منتجا. ممّ يتكون؟ يتكون من رئيس: منتخب. ومن نائب رئيس: ينسق مع الرئيس. وأمين المال. ومن أعضاء منتخبين من طرف جمعيات وجامعات ومراكز البحث أو معينين بإجماع من طرف زملاء لهم ينشطون في مجال معيّن من مجالات المعرفة والإبداع. ماهي مجالات اهتمامه؟ الأدب والفكر، العلوم، التاريخ، الرسم بأنواعه، النحت، الرقص العصري والشعبي، المسرح الموسيقى، السينما والتصوير والفيديو، الاختراع، المعلوماتية، الإعلام، الاتصال، الديكور، الفن المعماري... الاثار... إلخ. ماهو برنامجه؟ برنامج المجلس يأتي بعد الانتخابات مباشرة، حيث يقوم كل قطاع محلي بتقديم تصوره لحقل عمله وبعدها تجمع التصورات وطنيا وتدرس وتناقش للخروج بزبدة الاجتهادات وعلى ضوئها توضع الخطوط العريضة للعمل المستقبلي وتحدد الأهداف والمراحل والإمكانات وتقتطع لها الميزانية اللازمة. ثم يبقى المجلس يتابع العمل حتى يتم إنجازه. التمويل: - يمول المجلس من ميزانية الدولة السنوية. وتكون نسبة محترمة نظرا لحساسية دوره وريادته في العبور بالمجتمع الحالي الى المجتمع المعرفي المستقبلي... نسبة من عائدات سوناطراك، ليساهم ريع النفط في ردم الفجوة بين المجتمع الحالي والمجتمع المعرفي المنشود لتدارك فشل السياسات التصنيعية الوطنية السابقة التي استهلكت أموالا طائلة دون ان تحقق شيئا من التنمية والرفاهية... - هبات وتبرعات المحسنين: يجب تغيير ذهنية الناس بأن الفعل الخيري يجوز في العلوم والمعارف التي تساهم في ترقية المجتمع ولا تقتصر على بيوت العبادة فقط... - سبونسور الشركات الكبرى: تحفيز الشركات للمساهمة بالسبونسور في هذا القطاع بخفض ضرائبها وتقديم امتيازات لها.