اعتصم الأحد، أزيد من 350 عامل بمؤسسة مواد البناء الحمراء لليوم الثامن على التوالي، أمام شركة مساهمات الدولة الواقع مقرها ببن عكنون للمطالبة بالتعويض بعد توقف عن العمل دام أكثر من 5 أشهر في ظل المشاكل المالية التي أصبحت تتخبط فيها المؤسسة بوحداتها الخمس. أكد العمال تدهور وضعية الوحدات الخمس المنبثقة عن المؤسسة الأم، والتي أحيلت إلى التصفية في وقت سابق، كان آخرها وحدة الحميز والتي عرفت بدورها أزمة مالية خانقة لم تتمكن بسببها من تسديد الفواتير للمؤسسة الوطنية للكهرباء والغاز، ما دفع هذه الأخيرة إلى قطع خدماتها على وحدة الحميز في سبتمبر 2007، وكانت هذه الخطوة بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، حيث تم غلق المؤسسة، ما انجر عنه توقيف أزيد من 350 عامل عن مهامهم بعد أن قضوا أزيد من 20 سنة بها دون حصولهم على التعويضات اللازمة، وفي المقابل تلقوا وعودا، حسب ما جاء على لسان العمال، بالحصول على التعويضات القانونية التي تضمن حق كل واحد في أجل لا يتعدى 15 يوما بموجب البروتوكول الموقع، إلا أن العمال - حسب ما صرحوا به للشروق - لم يتحصلوا على أي تعويض إلى غاية اليوم، رغم طمأنة مدير شركة مساهمات الدولة لهم -حسب العمال - إلا أنهم لم يتحصلوا على أي تعويض، رغم وضعيتهم الاجتماعية. ودفعت وضعية العمال الاجتماعية الصعبة ببعضهم إلى توقيف أبنائهم عن الدراسة بسبب عدم تمكنهم من تسديد متطلباتهم، في ظل غياب مدخول للقيام بذلك. للإشارة أكد ممثلو العمال أن الاعتصام لقي استجابة واسعة وقدوم بعضهم من ولايات أخرى، على غرار سطيف وبوسعادة للمطالبة وإيصال صوتهم للجهات المعنية التي تبقى متكتمة لحد اليوم، عن الإجراءات التي ستتخذها لصالح العمال، في حين أكد ممثلو الفرع النقابي أن الوعود التي تحصلوا عليها تبقى مجرد حبر على ورق، كما دعوا الجهات الوصية للاستجابة العاجلة لمطالب العمال قبل أن تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.