تواصل إضراب عمال الشركة الوطنية للطرق للأسبوع الثاني دون أن تكلف الإدارة نفسها عناء فتح باب الحوار والبحث في المشاكل المطروحة للنقاش، وكذا التكفل بانشغالات المضربين الذين لم يتقاضوا أجورهم لمدة 6 أشهر رغم الوعود المقطوعة، حيث لم يتم تسديد سوى قيمة ثلاثة أشهر فقط وذلك تزامنا مع فترة الانتخابات الرئاسية المنصرمة. وذكر ممثل العمال الذين ما زالوا يتجمعون قرب المدخل الرئيسي لشركة ''سوناطرو'' المتواجدة بالمنطقة الصناعية للرغاية شرق العاصمة أنهم يسعون للحصول على كامل حقوقهم وصياغة حل نهائي للمشهد الذي ينذر بتسريح العمال وإحالتهم على البطالة، غير أن القائمين على إدارة المؤسسة استعملوا لغة التهديد والوعيد لكسر الحركة الاحتجاجية، في ظل استمرار المحتجين تعليق العمل إلى غاية صرف رواتبهم المتأخرة. وذكر المصدر أن شركة ''سوناطرو'' التي تمتلك باعا وخبرة كبيرة تصل إلى 15 سنة في بناء الطرق تواجه مستقبلا غامضا جراء انعدام المشاريع والشلل الذي طال العديد من الوحدات، وحالة الجمود الذي مس المؤسسة لأزيد من ثلاث سنوات متتالية، بعدما عجز القائمون على المؤسسة عن إعداد إستراتيجية للدخول في المنافسة وحيازة جزء من صفقات إنجاز مختلف البرامج المدرجة في قطاع الأشغال العمومية، لاسيما وأن هذا المجال شهد نقلة نوعية بفعل إطلاق الكثير من المناقصات فازت بها المؤسسات الأجنبية والخاصة. وهددت الشركة الوطنية للطرق عمالها المضربين منذ أكثر 15 يوما بتحويلهم للاشتغال في الوحدات الجهوية الأخرى تابعة للشركة لاسيما بولايات الجنوب في حال عدم إيقاف الإضراب، وبالمقابل صعد المحتجون لغة الرفض قصد التحرر من قيود التعسف الإداري والأوضاع المهنية المزرية. وأوضح مصدرنا من جهة أخرى أن الشركة تعاني شحا في الموارد المالية لم تستفد من خطة لإعادة التنظيم كما هو الحال بالنسبة لجميع الشركات العاملة في القطاع نفسه، حيث تسبب تدهور وضعية حظيرة العتاد الذي لم يعد قادرا على تحقيق المردودية والجودة المطلوبة. وفي هذا السياق، اضطرت وزارة الأشغال العمومية إلى سحب مشروع قيمته 5 ملايير بولاية تندوف بعدما تماطلت الشركة في إطلاق الأشغال، فضلا على اقتناء بعض العتاد والآليات التي لم تشتغل منذ 3 سنوات الأمر الذي أدى إلى اهتلاكها قبل دخولها الخدمة. وأضاف المتحدث أن التراكمات والأوضاع التي تتخبط فيها الشركة الوطنية للطرق دفعت بالكثير من العمال إلى الهروب والالتحاق بمؤسسات أخرى، دون الصمود أمام الإغراءات والتحفيزات التي تمنحها نظير الخبرة التي اكتسبوها لدى شركة ''سوناطرو'' على مر السنين، والتي فقدت بدورها موردا بشريا هاما يستحيل تعويضه في ظل هذه الظروف التي لا تشجع حتى على البقاء.