مع اقتراب انهيار نظام بشار الأسد، بدأ البحث كالعادة، وكما سبق مع الزعماء العرب الأربعة الذين غادروا الحكم،عن السبب "اللطيف" الذي هزّ عروش رؤساء عرب برتبة أرقى من الملوك والقياصرة، فبعد أن تأكد العالم بأسره، ومعهم زين العابدين بن علي، بأن الحلاقة ليلى طرابلسي، هي سبب زلزلة عرشه وإجباره على الهروب، وبعد أن تأكد العالم، ومعهم أبناء الزعيم الليبي المغتال، أن الممرضة الأوكرانية جالينا كولوتنيتسكا، وجيش الحارسات الخصوصيات لعبن دورا في انهيار حكم القذافي، اتضح أيضا أن الرئيس الذي حاول دائما أن يبدو صارما ووديعا، بشار الأسد، له الكثير من الخليلات اللائي لا يتوقف دورهن عند اللطف والحميمية، بل يتعداه إلى التدخل في شؤون تسيير البلاد فقد نشرت الصحيفة البريطانية الغارديان، تقريرا طويلا مفصلا وموثقا، عن النساء اللائي اعتمد عليهن بشار الأسد، ورمين به في الهاوية، وتجتمع هؤلاء كلهن في كونهن شابات وجذابات في مظهرهن، وأيضا شيعيات أو علويات، ومنهن هديل العليّ التي تعرفت في صباها على بشار في لندن، وبقيت على اتصال به عندما درست في الولاياتالمتحدةالأمريكية في الإعلام والاتصال، ولكن المراسلات الموثقة التي كشفتها الصحيفة البريطانية، أكدت أن العلاقة تجاوزت بكثير الصداقة، بل وصلت إلى الغراميات، والتدخل الحاسم في شؤون تسيير سوريا، حيث كانت الشابة هديل وهي شيعية تقدم النصيحة بتعيين هذا المسؤول أو ذاك، وتتفاجأ بالطاعة العمياء للرئيس السوري، وفي غالب المراسلات كانت هديل تكتب للرئيس السوري، وتدلعه بلقب "دودي"، وبدأ اهتمام الغارديان بهذه الآنسة عندما توسّطت للصحيفة لأجل إجراء حوار مع الرئيس السوري، حيث لاحظت أنها تكلمه شخصيا، وفي كل الأوقات، ويسارع بالرد عليها في الحال، وكانت أشبه بالآمر وليس بالناصح، رغم أنها عاشت نصف عمرها بعيدا عن سوريا، قبل أن تقرر دخول دمشق مؤخرا. وكان آخر خطاب ألقاه بشار فيه الكثير من الفقرات التي كتبتها هديل، ولم تكن وحدها بل إن شهرزاد جعفري وواضح من لقبها أنها جعفرية شيعية، أيضا تورطت في الغزل العلني بالرئيس السوري، فكانت تقول له لقد كنت جذابا وأنيقا في خرجتك الأخيرة، ثم تنصحه بتعيين بعض الأشخاص على رأس مسؤوليات كبرى، ويذعن لاقتراحاتها، والغضب الذي أبداه والد زوجة بشار الأسد، أسماء، من الرئيس السوري، وطريقة تسييره للأزمة السورية، كان نابعا من المراسلات العاطفية التي تنشرها الصحف اللندنية عما سمّاه البعض بالخيانة الزوجية التي تورط فيها الأسد، خاصة أن صهره يعيش في انجلترا، وهي البلد الذي يعرفه بشار جيدا، لأنه أمضى زهرة شبابه في لندن، الغريب أن الزعماء العرب من عهد الحكم الأندلسي، مرورا بالملك فاروق، إلى عهد الثورات العربية، ينهارون بسبب غرامياتهم في منظر أشبه بمسرحية الزعيم.