صلاح الدين.ع:[email protected] لم تنتظر إسرائيل كثيرا لترد بالرفض الواضح للمبادرة العربية التي تجمهر القادة والملوك العرب في العاصمة السعودية الرياض من أجل إحيائها، وأعلنت بشكل صريح بأنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بينها وبين العرب الأعداء قبل خمس سنوات من الآن. رد واضح وصريح مفاده أن إسرائيل ستبقى في حالة حرب ضد العرب، ومع ذلك لا حديث في الأوساط الإعلامية والدبلوماسية العربية إلا عن مبادرة السلام التي عرض القادة العرب من خلالها التطبيع الشامل مع الكيان الصهيوني مقابل انسحاب جزئي من الأراضي العربية المحتلة. ومن خلال هذا الرد تبدو إسرائيل منسجمة بين ما تقوله وما تفعله، فهي تعتبر العرب أعداء ولا تتورع في الاعتداءات ضد الفلسطينيين واللبنانيين بينما يتكلم العرب عن سلام لا يملكونه وبالتالي لا يستطيعون المفاوضة به وفي كل ذلك مفارقة غريبة لا يمكن فهمها إلا في سياق مسلسل التخاذل العربي المستمر منذ معاهدة كامب ديفيد. أي سلام يفاوض به العرب إسرائيل ويطالبونها بالأرض مقابل أن تنعم بالأمن والاستقرار؟ وأي استغباء هذا الذي تمارسه بعض الفضائيات العربية المحسوبة طبعا على الأنظمة وهي تحاول جاهدة أن تجعل من قمة الرياض حدثا دوليا بارزا؟ وبأن القمة نجحت في توحيد المواقف العربية ويا ليتها فعلت ذلك ووحدت المواقف على حقوق الشعب الفلسطيني وأبرزها حقه المشروع في مقاومة المحتل. قد يكون النجاح الوحيد في قمة الرياض هو نجاحها في تعميم أسطوانة التطبيع على كل الأنظمة العربية التي أصبحت كلها مستعدة لإقامة علاقات ود واحترام وأشياء أخرى...مع الكيان الصهيوني مقابل استرجاع الأراضي المحتلة سنة 1967. لقد اخترع القادة العرب علما جديدا في العلاقات الدولية وكرسوا معالم لم يسبقهم إليها أحدا في طرق إدارة الصرعات عبر التاريخ، فوقعوا معاهدات السلام قبل تحصيل الحقوق، وعرضوا السلام رغم انهزامهم في المعركة ، وقدموا التنازل عن التفاوض، وقابلوا التهديد والوعيد بالانهزامية المعلنة والسلبية، وردوا عن الجرائم والمجازر الجماعية بجلد الذات وإدانة الضحايا !!!