تحركت أجهزة الأمن الجزائرية، بعد تفجيرات الدارالبيضاء المغربية الأخيرة، لتضع خطة عمل مشتركة بين مختلف المصالح، لإحباط أي مخطط إرهابي بالجزائر، خاصة بعد حجز كمية هامة من المتفجرات ووسائل صناعة القنابل على الحدود الجزائرية المغربية نهاية الأسبوع الماضي، في ثاني عملية منذ بداية السنة بعد حجز كمية معتبرة بعين تموشنت. حيث تسعى للتنسيق فيما بينها لمواجهة التهريب، بعد أن أشارت تحقيقات أمنية إلى أن التهريب أصبح غطاء لبعض الجماعات الإرهابية التي تتحرك بمركبات وهويات مزورة، كما تتمول من عائدات المخدرات والأسلحة، حيث " يتطلب الوضع اليوم تظافر الجهود لمواجهة فعالة للظاهرة " .و تم إتخاذ جملة من الإجراءات على الحدود،في إطار تضييق الخناق على نشطاء تنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "، الذين يسعون لتسريب أسلحة حربية وذخيرة على الحدود لتنفيذ عمليات في الجزائر والمغرب. وعلمت "الشروق"،أن حرس الحدود الملكي، قام بتشديد الرقابة على الحدود الجزائرية المغربية، وفرض رقابة على جميع التحركات و في هذا الإطار،كانت قيادة الدرك الوطني، قد نظمت أواخر الأسبوع الماضي، حملات أمنية مشتركة مع مصالح الشرطة والجمارك بولايتي وهران وعين تموشنت، أسفرت عن حجز كميات هامة من الهواتف النقالة المهربة والحشيش، ومواد إستهلاكية، وأشار مصدر مسؤول في الجمارك بولاية عين تموشنت، أن مصالح الجمارك تواجه نقصا في التعداد البشري وحتى في التجهيزات، وإعتبر العمل المشترك مع مصالح الدرك، ناجعا وضروريا في ظل تطوير الشبكات الإجرامية نشاطها، خاصة في مجال التهريب. وأضاف في تصريح ل"الشروق"، أن التنسيق حقق نتائج تتطلب اليوم أكثر مما مضى توسيع مجالات التعاون، حيث أشار إلى وضع مصالح الجمارك لحواجز أمنية على بعض الطرقات التي تشكل مسار المهربين الذين يلجأون لتحويل مسارهم إلى نقاط أخرى والإفلات من المراقبة لكن وجود مصالح الدرك يفشل مخططهم ويتم غالبا توقيفهم وحجز السلع المهربة " بفضل التنسيق بين الدرك والجمارك"، بوضع مخطط عمل مشترك يرتكز على نشر الأفراد لتطويق المهربين. و في نفس السياق، أشار مسؤول بأمن ولاية وهران، أن أهمية هذه الحملات المشتركة بين الشرطة والدرك، تكمن في تطويق الجريمة بأشكالها، خاصة في مجال توقيف المجرمين محل بحث من طرف مصالح العدالة والأمن، ويكونون متورطين في قضايا إجرام . و تعتقد مصالح الأمن، وجود تنسيق بين الجماعات الإرهابية وشبكات التهريب، بعد أن تمكنت من تفكيك العديد منها لكن إلتحاق الجماعة السلفية للدعوة والقتال بتنظيم القاعدة وإنشاء تنظيم في بلاد المغرب الإسلامي يفرض اليوم أكثر التنسيق على الصعيد المحلي، وتوسيع التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية. نائلة.ب:[email protected]