بين ما تريده المرأة في حياتها وما يريده الآخرون لها علامات استفهام كثيرة تدفعنا للتساؤل أي الوظائف أنسب لها؟ أهي الطب والتعليم فقط كما يرى أنصار مكوثها بالبيت، أم كل ما تهواه نفسها صالح لها ولو لم يعجب غيرها؟ حسب ما يقول الأخصائيون فإن الأنثى تولد بمهارات متعددة، ومع تقدمها بالعمر يرتكز اهتمامها على شيء معين، فتراها وهي صغيرة تنتقل بخيالها بين المناصب، فتارة تريد أن تكون طبيبة، وتارة صحفية ثم محامية، فمعلمة، فمهندسة.. إلخ، ولكن ما تلبث أن تصل لسن الحسم بشأن مستقبلها فتعلن صراحة عن رغبتها، التي قد تروق لذويها، وقد لا تروق لهم فتبدأ عملية العرقلة والنكد. وإن أردنا أن نضع اليد على الجرح وجدنا البعض ممن يتشدق بأن المرأة ملكة في بيتها، يحاول جاهدا أن يثني إرادتها ويكسر جماح رغبتها، بالقول أن المطبخ هو الأنسب لها مهما حاولت أن تحلق بطموحاتها، وكأنها خلقت بلا عقل وبإرادة مسلوبة، والرجل وحده من يحق له أن يتخيّر ويختار وينتقل بين الوظائف ليضع بصمته ويبرز ذاته. من جهة أخرى نجد البعض ممن يريد الزواج بامرأة عاملة يركز على الطبيبة والمعلمة ويستثني باقي المهن، وكأن في هاتين الوظيفتين ضمان لعدم تقصيرها في واجباتها وابتعاد لها عن مخالطة الرجال، وينفر ممن يشغلن مناصب إدارية كون الإدارة عندنا مرادف للفساد!! وإن بحثنا عن أسوأ المهن بالنسبة للمرأة وجدنا الدراسات تقول بأن الصحافة لا تناسب المرأة على الإطلاق، كونها مرتبطة بالمتاعب، مثلها مثل المهن العسكرية، أما المهن الشاقة فيقولون بأنها تتنافى وطبيعة الأنثى وتعطيها سمة رجولية، وبخصوص المحاماة والقضاء فالأفضل لها تجنبها لأن عاطفتها يمكن أن تسوقها للظلم…إلخ من خلال ما سبق ذكره وما نعايشه في الواقع، نجد أن الآراء تختلف من شخص لآخر ومن جنس لآخر بخصوص عمل المرأة، لكن المتفق عليه أن الطب والتعليم هما أكثر المهن أريحية لها، فهل هذا الطرح صائب؟ وهل إن تعلقت روح امرأة بمهنة ما وجب عليها التخلي عنها وعن أحلامها لمجرد أنها لا تعجب خاطبها أو شريك حياتها أو والدها أو أي أحد من معارفها؟