وافق، وزير الشؤون الدينية والأوقاف أبوعبد الله غلام الله على السماح للأئمة بتأسيس نقابة، شريطة أن تحقق رسالة في المجتمع، بحيث أضاف قائلا:"متى حرمتكم الوزارة أيها الأئمة من إنشاء نقابة". في الوقت الذي صرح بأنه يحب من يأتي لانتقاده وهو على يقين بأن أجور الأئمة ليست بالعالية. وفي الكلمة التي ألقاها المسؤول الأول عن القطاع، خلال الندوة العلمية التي نظمتها مديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر حول موضوع "الانتحار ..الأسباب وطرق علاجها في ضوء الإسلام"، بدار الإمام بالمحمدية بالجزائر، فإن موقفه وتصريحاته بخصوص تأسيس نقابة تدافع عن الأئمة، على اعتبار أنه كان كلما يسأل عن نقابة للأئمة يرد بأنها خط أحمر ولا يجب تجاوزه، وأن الإمام ليس بحاجة إلى من يدافع عنه، غير أن، تلك التصريحات قد انقلبت بشكل جد ملفت للانتباه أي 180 درجة، وبصفة مفاجئة وغير منتظرة، حين قال بصريح العبارة "متى حرمتكم الوزارة من تأسيس نقابة؟، وعليه فليس لدي أي مانع، وقد سبق لي وتحدثت مع الأمين العام للمركزية النقابة عبد المجيد سيدي السعيد، وأخبرته بأنه إن كانوا يرغبون في إنشاء نقابة -يقصد الأئمة- فلن يقف في وجههم إطلاقا ". وأضاف الوزير:"يشرفني فعلا أن يؤسس الإمام نقابة، بشرط أن يحقق رسالة في المجتمع"، غير أنه أكد بالمقابل بأن "من يبحث عن الثروة فلن يجدها في المسجد، وإنما في السوق"، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هل التغيير في تصريحات وزير الشؤون الدينية والأوقاف بخصوص تأسيس نقابة لديه علاقة مباشرة بحصول حزبه على المرتبة الثانية في انتخابات العاشر ماي، أو أنه يحضر نفسه لما بعد التشريعيات؟" وفيما يتعلق بموضوع الانتحار، رفض تسمية الظاهرة وإنما فضّل أن يطلق اسم "الحادثة"، على اعتبار أنها دخيلة على مجتمعنا، مؤكدا بأن الشخص يلجأ إلى الانتحار لما تتسع الفجوة بين الحاجة وإشباعها. ولتعميق النقاش حول موضوع النقابة، اقتربت "الشروق" من إمام يعمل بمسجد باش جراح بالعاصمة، الذي أكد في تصريحه بأن الأئمة سيؤسسون فعلا نقابة، مشيرا بأنه منذ أسابيع قد تقدموا إلى وزارة العمل للحصول على الاستمارات، لكن طلبهم قوبل بالرفض، في الوقت الذي أعلن بأنه سيطلب رخصة من وكيل الجمهورية لعقد الاجتماع بحضور أئمة العاصمة وبعض الولايات المجاورة لإعداد محضر التأسيس للنقابة. الرسوم المتحركة والفشل المدرسي وضعف المراقبة الأسرية وراء انتحار الأطفال وبخصوص موضوع الانتحار، أوضحت الدكتورة سامية قطوش من جهتها، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، في مداخلة تحمل عنوان "ظاهرة الانتحار قراءة سوسيولوجية"، أن مضامين بعض الأفلام الكارتونية تؤسس لظاهرة العنف وسط الأطفال، وعليه تجد الطفل لدى مشاهدته للرسوم المتحركة يرغب في ممارسة نفس الحركات وتقمص نفس الأدوار، وهو ما يؤدي به إلى وضع حد لحياته، كذلك قضية التعاطي مع الانترنت أو ما يسمى ب"انطوائية الكمبيوتر"، بحيث تجد الطفل يعيش عالما افتراضيا خاصا به لوحده، فيصبح في غالب الأحيان بطلا من خلال تواصله المفرط واليومي بالألعاب الإلكترونية، بالإضافة إلى عامل خروج المرأة للعمل الذي ساهم في ضعف المراقبة الوالدية، وكذا الفشل المدرسي والابتعاد عن العقيدة الدينية. أما ممثل الدرك الوطني، فقد أوضح في مداخلته بأن الشخص الذي ينتحر يرغب في لفت انتباه من حوله، مؤكدا بأن عوامل ثلاثة يمكن لها أن تضع حدا لحادثة الانتحار وهي الثقة، المراقبة والحوار، في الوقت الذي أعلن عن تسجيل 2191 حالة منذ الفاتح جانفي2011 وإلى غاية اليوم، بين انتحار ومحاولة انتحار، من بينها 335 حالة انتحار حقيقية و1865 محاولة انتحار. في حين صرحت ممثلة عن المديرية العامة للأمن الوطني، بأنه تم تسجيل 1900 حالة انتحار السنة الماضية على المستوى الوطني، كاشفة عن خلايا أمنية تعمل بالتنسيق مع المؤسسات المسجدية للقضاء أو التقليل من ظاهرة تعاطي المخدرات في وسط الشباب. بعض الرقاة يساهمون في انتحار الأشخاص ومن جهتها، اتهمت المرشدة الدينية السيدة هدى، التي تنشط بمسجد شوفالي بالجزائر، بعض الرقاة مساهمتهم في انتحار الأشخاص، واستدلت بمثال واقعي عن فتاة كانت تعاني من اضطرابات نفسية، وكانت تتناول بعض الأدوية، ولما لجأت إلى أحد الرقاة الذي طلب منها أن تتوقف عن تناول الأدوية لأنه سيسعى لشفائها وبعد مرور أيام أقدمت على الانتحار برمي نفسها من أحد طوابق العمارة واضعة حدا لحياتها، تضيف المرشدة.