شيعت ظهيرة الجمعة، جنازة شهيد الواجب الوطني "الهاشمي موسوس" صاحب ال31 ربيعا، الى مثواه الأخير بمسقط رأسه بقرية إغيل إميلان بدوار جرمونة التابع لبلدية خراطة ببجاية، في جو مهيب وحزين بحضور السلطات المحلية والمدنية والعسكرية وكذا جمع غفير من المواطنين وأصدقاء الشهيد الذي لقي حذفه في حادث تحطم الطائرة العسكرية ببوفاريك يوم 11 أفريل الجاري والذي راح ضحيته – للتذكير- 257 شهيدا. وقد وصل جثمان الشهيد "الهاشمي" صبيحة أمس، إلى مطار بجاية، عبر طائرة عسكرية قبل أن يتم نقله على متن سيارة إسعاف، إلى مسقط رأسه ببلدية خراطة، حيث تم دفن الشهيد بمجرد وصول الموكب الجنائزي إلى المنطقة، بعد الصلاة عليه. الفقيد العريف "الهاشمي موسوس" يبلغ من العمر 31 سنة، أب لطفل ذي سنتين، التحق بصفوف الجيش الوطني الشعبي منذ 10 سنوات، وقد كان في طريق عودته لثكنته العسكرية قبل أن يلقى حتفه في حادثة سقوط الطائرة العسكرية، وقد عرف الطريق المؤدي إلأى مسكن الشهيد بقرية إغيل إميلان ومقبرة تيبوداوين، رغم صعوبة مسالكها، حركة غير عادية، وزحمة في حركة المرور بتوافد أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف قرى البلدية وبلديات الولاية، لتقديم واجب العزاء لعائلة وأقارب الفقيد التي لم تستفق بعد من هول الصدمة، والحسرة على رحيل ابنهم الذي قضى نحبه من أجل الوطن، حيث عبر المواطنون الذين حضروا جنازة الشهيد "الهاشمي" عن تضامنهم وتآزرهم مع عائلة الشهد، وكذا مواساتهم، والشد على أيديهم في هذا المصاب الجلل، خاصة أن أهل الشهيد والقرية بأكملها قد انتظروا 10 أيام كاملة كانت الأطول في حياتهم قبل وصول جثمان ابنهم الشهيد. وذكر بعض أصدقاء الشهيد، بكثير من التأثر، بأن الأخير معروف عنه أخلاقه، ومداعبته لهم، وحسن تواضعه ما جعله يلقى محبة واسعة من أبناء قريته الذين صدموا لرحيله في حادثة سقوط الطائرة العسكرية التي خلفت مقتل 3 عسكريين من أبناء الولاية، وقد تم لحد الساعة تشييع جنازة واحدة تخص العريف موسوس الهاشمي، على أن توارى جثامين الشهيدين الآخرين فور وصولها. تشيع جثماني عسكريين من ضحايا الطائرة بالبويرة شيع زوال الجمعة في جو مهيب ورسمي الجنديان الشهيدان من ضحايا الطائرة العسكرية التي سقطت ببوفاريك في البليدة منذ أسبوعين، وهما بلال زطال من قرية القلتة الزرقاء ببلدية سور الغزلان جنوب البويرة، وأيوب لعبط المنحدر من قرية الميزاب ببلدية بودربالة شمال الولاية، حيث شارك في عملية استقبال وتوديع الجثمانين حشد كبير من أهل وعائلة الشهيدين رفقة سكان تلك القرى والمدن، فضلا عن السلطات الرسمية العسكرية والمدنية يتقدمهم والي الولاية مصطفى ليماني، فيما ساد جو من الخشوع والدعوات بالرحمة للفقيدين مع تقديم السلطات الرسمية لواجب العزاء لأسر الشهيدين اللذين شهد لهما الكل بحسن أخلاقهما وطيبتهما وهما في ريعان شبابهما كانا يؤديان واجبهما تجاه الوطن ضمن الخدمة العسكرية. مواطنون في معسكر يُقيمون تأبينية على ضحايا مأساة بوفاريك أقام، سكان بلدية خلوية في ولاية معسكر، ليلة الخميس إلى الجمعة، تأبينية على أرواح شهداء الطائرة العسكرية التي تحطمت على مقربة من مطار بوفاريك في 11 أفريل والتي راح ضحيتها 257 شهيدا من خيرة أبناء هذا الوطن. المواطنون في خلوية نصبوا الخيم ودعوا فقراء وسكان العديد من البلديات والولايات وحفظة القرآن الكريم وأئمة المساجد في ملتقى روحي ديني تلي فيه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وتم فيه التذكير بمنزلة الشهداء عند الله وثوابهم. كما كانت المناسبة الروحية هذه لالتقاء الجمع من كل مكان للتغافر والتراحم وتذكير بعضهم بعضا بالحادثة ومأساة الجزائريين ككل فردا فردا، وشعورهم بما شعر به أهالي وعائلات الضحايا.