لا يعترف المُمثل الفكاهي الهادي طير، ضيف مجلة "الشروق العربي" لهذا الشهر، بوجود دور صغير أو دور كبير "هناك ممثل كبير أو ممثل صغير" هكذا يقول !!.. يُحب الجزائر حتى النخاع، ويقول أنه ابن عائلة ثورية وصاحب مبدأ ورسالة.. أحبه الجمهور العريض من خلال شخصية "الباجي" في مسلسل "عاشور العاشر 1و2″، التقيناه لكم فكان معه هذا الحوار.. أولادي لديهم أسماء غريبة!! ** الهادي طير، فنان تعرّف عليه الجمهور العريض عبر أعمال المخرج جعفر قاسم، خاصة سلسلة "عاشور العاشر1 و2″، لو تُعرّف لنا بنفسك في بضعة أسطر، ماذا يمكنك أن تقول؟ – أولا، الجمهور تعرّف على الهادي طير قبل أن يشترك في أعمال المخرج الكبير جعفر قاسم، حيث تعود بدايتي مع التمثيل إلى سنة 1995م، أين شاركت في العديد من الأعمال على غرار فيلم "الوجهة فرنسا" الذي يحكي عن الحرقة، وفيلم "عيسى الجرموني"، إضافة إلى عدة أدوار قدمتها في التلفزيون على غرار مسلسل "شفيقة بعد اللقاء" وسلسة "جمعي فاميلي". أما مسرحيا فقد اشتركت في مسرحية "أروى يا عطشان" التي حققت نجاحا كبيرا لدى عرضها.. بعيدا عن التمثيل، أنا رئيس فرع النشاطات الثقافية والرياضية والعلمية على مستوى إقامة العالية بباب الزوار.. أب لأربعة أولاد ، طارق (مواليد 86)، ماركوندا صحفية (مواليد 89)، شيليا تعمل بأحد المراكز التجارية الكبرى بالعاصمة وآخر العنقود ماسيليا تدرس سنة ثانية حقوق.. هي أسماء غريبة (يضحك)، عمري 57 سنة ومقيم بالجزائر العاصمة. ** بمن تأثرت في بداياتك الفنية؟ -أكيد بالفنان المسرحي الكبير حسان الحساني (بوبقرة) الذي أعتبره أيقونة من أيقونات المسرح، كذلك الراحلين رويشد وسيد علي كويرات.. أما البقية كسيد أحمد أقومي ومدني نعمون فقد كنت محظوظا بالتمثيل أمامهما. ** كثيرون يرون أن بعض المخرجين سجنوك في الأدوار الصغيرة رغم موهبتك الكبيرة، هل توافق على هذا الرأي، أم لديك وجهة نظر أخرى؟ -لا، لستُ مع هذا الرأي، المسألة عندي لا تقاس بالمساحة وعدد المشاهد بقدر ما تحسب بمدى تأثير الدور. في العالم هناك ممثلون حصدوا جوائز "أوسكار" عن أدوار صغيرة، لكنها مؤثرة جدا، بالتالي المُهم هنا، هو الرسالة التي تقدمها. ** عادة ما تقترن الأعمال الفكاهية والدرامية على شهر رمضان فقط؟.. لماذا لا نخلق مواسم أخرى لإنتاج الأعمال خارج السباق الرمضاني؟؟ – أتمنى ذلك.. لكن هذا الأمر -بالذات- يعود للمنتجين وللعرض والطلب. أي خارج نطاق وامكانيات الممثل الذي لو كان بيده لتواجد في جميع المواسم. ** في أي عمل سيُشاهدك الجمهور خلال شهر رمضان، خاصة وأن الكل أضحى يعلم أن "عاشور العاشر3" تأجل إلى رمضان 2019؟ – توجد عروض فقط، لكن حتى اللحظة لم أوّقع على عمل ما، وأكيد عندما أوّقع سأعلن عن التفاصيل وتكونون أول من يعلم بالتفاصيل. ** ماذا الذي أضافه لك دور "الباجي"؟ – حب الجمهور أكيد، والجمهور هو الرصيد الحقيقي لأي فنان. ** ذكرت في برنامج "بعيدا عن السياسة" أن عثمان عريوات هو منافسك الوحيد!! ألا ترى أن هذا التصريح جريء جدا، خاصة وأن كل الممثلين يخشون وضع أنفسهم في مقارنة معه؟ – أنا عمري ما قلت أنا منافس لعثمان عريوات.. أنت هنا تتحدث عن أكبر ممثل فكاهي في الجزائر، عريوات أعتبره أسطورة لن تتكرر، ومن شاهد الحلقة وتابعها جيدا سيتأكد من ذلك.. بالعكس أنا أحترمه وأقدره وأمنيتي أن التقيه في عمل ما، وفي اعتقادي من يضع نفسه في مقارنة مع عريوات أكيد سيحترق!! أغرب وصية أوصيتُ بها أبنائي؟؟ ** كيف ترى عودة عثمان عريوات المرتقبة إلى التمثيل من خلال فيلم "وقائع سنوات الإشهار"؟ – أعرف عثمان عريوات شخصيا، إذ كثيرا ما نلتقي ونتبادل أطراف الحديث بحُكم أننا نسكن تقريبا في منطقة واحدة بباب الزوّار.. عثمان كان صديقا حميما لأخي "مهندس الديكور" الذي توفي قبل فترة، كما أننا من منطقة واحدة تقريبا (مدينة مدوكال الواقعة بين بسكرة وبريكة) ولهجتنا قريبة.. أعتقد أن عثمان لازالت لديه امكانيات وقدرات كبيرة في التمثيل لم تُستغل بعد.. متأكد أنه يستطيع تقديم الكثير في ميدان الفكاهة. ** سبق وصرّحت أنك اعتذرت عن أحد الأدوار السينمائية، لأنها تهين الدين الإسلامي، حدثنا عن ظروف هذا الدور؟ – ما حدث أنني وّقعت على عقد العمل دون أن اقرأ السيناريو أو تفاصيل الدور لثقتي في منتج العمل.. لكن عندما قرأت الدور اعتذرت عنه على الفور. ** وماذا كان دورك في الفيلم؟ – كان معروضا عليّ دور "الخوجة"، وهو شخص فقير يسعى لتزويج ابنه في عرس جماعي على طريقة "لعروش"، فيتقدم بطلبه لشيخ الجامع، لكن ليلة الدُخلة يكتشف ابنه أن زوجته هي ليست المرأة التي اختارها فيصاب بانهيار!! وتحدث بعض التطورات التي رأيت أنها تمس بالدين من وجهة نظري!!.. فاتصلت بالمنتج واعتذرت عن الدور. ** ما رأيك في بعض الأفلام السينمائية التي تسيء للجزائر، خاصة تلك التي تصوّر في فرنسا بتمويل جزائري ويقوم ببطولتها ممثلون جزائريون؟ – أنا ابن عائلة ثورية ولو بقيت دون عمل لن أشارك في أفلام تسيء لبلدي أو تصّدر صورة سوداوية عن الجزائر.. سأقول لك شيئا مهما قد يراه البعض غريبا، لكنه بالنسبة لي مسألة مبدأ: أنا تركت وصية لأبنائي مفادها إذا مرضت وعرضت السلطات الوصية تسفيري إلى فرنسا لأجل العلاج أن يرفضوا.. لأن فرنسا كانت ولا زالت العدو الذي استعمرنا قرنا و32 سنة.. "الله غالب أنا سليل عائلة ثورية لا تبيع مبادئها مهما كان الثمن مُغريا!!". ** هل يوجد ممثلون تتطلع للعمل معهم، وبالمقابل من هو الفنان أو الفنانة الذي تتحاشى العمل أمامه؟ كل الفنانين زملائي وأصدقائي.. لا يوجد لديّ أي عداوات من أي نوع.. صحيح يقع أحيانا سوء تفاهم في "البلاتو" جراء ضغط العمل والوقت.. لكن الأمر لا يصل للعداوة قط. ** تحدثت بأسف شديد عن عدم تكريمك من قبل وزارة الثقافة.. هل أنت عاتب أم ناقم أم لك.. (يقاطعنا)؟ – أولا، أنا لست بحاجة للتكريم..فأنا أهم تكريم لديّ -كما أقول دوما – هو رصيدي عند الجمهور.. لكن ندائي لوزارة الثقافة أن تدعم الشباب الهاوي في ميدان التمثيل.. وأنا عندما سُئلت في برنامج رياض بن عمر عن التكريم، رديت عليه ضاحكا "ربما لأني لم أبلغ السن القانونية للتكريم!!"، قلتها على سبيل المزاح ليس أكثر!! ** هل ترى أنك لم تأخذ بعد فرصتك الحقيقية في التمثيل؟ – بالعكس، سعيد بكل ما قدمته حتى الآن، وقنوع بالأدوار التي جسّدتها رغم بساطتها.. وقناعتي بأن الإنسان من قبل أن يولد وتُنفخ فيه الروح إلا ويكون رب العالمين قد وضع له رزقه "ربي ما ينسى عبده". ** كلمة أخيرة أو نداء نختتم به هذا الحوار لمن توّجهه؟ -للجيل الصاعد: حافظوا على الجزائر.. بلدنا ستبقى آمنة ومستقرة بفضل وحدتنا.. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار "الله غالب نحب بلادي".. وهذا على الرغم من أنني أسكن في غرفتين فقط!! مع ذلك، الحمد لله قانع بما أعطاني رب العالمين.