يستعرض الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، رفقة أركان حزبه نتائج الانتخابات التشريعية، وذلك في الدورة السادسة العادية لمجلسه الوطني التي تنعقد اليوم بتعاضدية عمال البناء بزرالدة. ويتضمن جدول أعمال الدورة، علاوة على تقييم النتائج التي حصل عليها الأرندي في التشريعيات، التحضير للانتخابات البلدية والولائية المرتقبة في الخريف المقبل، إضافة إلى تقارير المنسقين الولائيين، وخاصة أولئك الذين يشرفون على ولايات لم تحصل على أية مقاعد. ويأتي هذا الاجتماع في وقت يعيش فيه التجمع الوطني الديمقراطي، على وقع استياء واضح من النتائج التي حصل عليها الحزب في الانتخابات التشريعية الأخيرة، جسّده ما صدر على لسان القيادي شهاب صديق، متصدر قائمة العاصمة، الذي كان قد وصف نتائج التشريعيات الأخيرة ب"المصطنعة"، في إشارة إلى ما حققه الغريم حزب جبهة التحرير الوطني. وتكشف قراءة متأنية في نتائج الحزب الذي يتزعمه الوزير الأول أحمد أويحيى، عن تراجع في عدد المقاعد، إذ وبالرغم من تحقيقه ل 68 مقعدا في المجلس الشعبي الوطني المقبل، إلا أنه تراجع بنسبة واحد بالمائة مقارنة بما حققه في تشريعيات 2007، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ال73 مقعدا التي أضيفت لمجلس العهدة التشريعية السابعة، بمعنى أن نسبة ما حصل عليه الحزب من مقاعد في التشريعيات الأخيرة تعادل 14.7 بالمائة، مقارنة ب 15.6 في تشريعيات العام 2007. وتبقى النقطة السوداء في نتائج الحزب، هي فشله في الحصول على أي مقعد في ثلث ولايات الوطن تقريبا، وبالضبط في 15 ولاية عرفت تمثيلا دائما للتجمع الوطني الديمقراطي، على غرار أم البواقي وجيجل وسيدي بلعباس وبرج بوعريريج.. وهذا من الأسباب التي وسعت من حجم الهوة بين الأرندي والأفلان، إلى 145 مقعد في الاستحقاق الأخير مقارنة ب75 مقعدا فقط في استحقاق 2007، ويرفض عضو المجلس الوطني بلقاسم ملاح، في تصريح ل"الشروق" القراءة التي تتحدث عن تراجع نتائج الحزب في الانتخابات التشريعية، ويقول: "حقيقة، خسرنا تمثيل الحزب في 15 ولاية، يعتبر بعضها من قلاعنا، لكن هذا لا يعني أننا خسرنا وعائنا الانتخابي، فالمجموعة البرلمانية لم تنقص بل زادت بسبعة مقاعد مقارنة بتلك التي حصلنا عليها في تشريعيات العام 2007" وتابع القيادي في حزب الوزير الأول مبررا الانتقادات الموجهة لنتائج حزبه: "ربما السبب راجع لكثرة قوائم المترشحين.. لكن هذا لا يمنعنا من القول إننا راضون على ما حققناه، وسيكون اجتماع المكتب الوطني اليوم، فرصة لمراجعة الذات والوقوف عند الأسباب التي كانت وراء غيابنا عن ال15 ولاية، وكذا الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بمسؤولية المنسقين الذين ترشحوا على رؤوس القوائم، ودور القواعد النضالية فيما حصل". وينتظر أن تشكل الدورة السادسة العادية للمجلس الوطني، فرصة للناقمين على القيادة الحالية للحزب كي يفرغوا ما بداخلهم من غليان، وفي مقدمة هؤلاء نورية حفصي، الأمينة العام للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، التي تحدثت عن اعتزامها المطالبة بعقد مؤتمر استثنائي للحزب، ورحيل أويحيى من قيادة الحزب، علما أنها كانت قد توعدت بالإطاحة بأويحيى بعد الانتخابات.