أدى استمرار أشغال توسعة الحرم المكي إلى ارتفاع تكاليف عمرة رمضان التي ستتجاوز هذا الموسم 22 مليون سنتيم، بسبب غلاء الفنادق القريبة من الحرم، كما سيضطر معظم المعتمرين للمبيت في فنادق تبعد بحوالي 2 كلم عن الحرم، في وقت وعدت الوكالات السياحية بتوفير وسائل النقل لتخفيف العناء عن المعتمرين . وأفاد نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية شريف مناصر في تصريح للشروق بأن موسم عمرة رمضان لهذا الموسم تواجه مشكلتين أساسيتين، وهما بعد الفنادق عن الحرم المكي وكذلك عجز شركتي الخطوط الجوية الجزائرية والسعودية عن توفير الرحلات الكافية للتكفل بجميع المعمرين، وقال بأن قضاء 15 يوما بالبقاع المقدسة سيكلف المعتمر أكثر من 20 مليون سنتيم، في حين ستكلف غرفة تبعد عن الحرم المكي ب700 إلى 800م 22.5 مليون سنتيم، وذلك بالنسبة لمن يريدون تأدية العمرة خلال النصف الثاني من شهر رمضان نظرا لما تحمله من فضائل. وقال من جانبه إلياس سنوسي نائب رئيس النقابة والمكلف بالإعلام بأن العدد الكبير من الفنادق الكائنة بمكة المكرمة تم هدمها خلال الأشهر الأخيرة، وأن الفنادق التي تسمح بها ميزانية غالبية المعتمرين الجزائريين تبعد عن الحرم المكي بمسافة تتراوح ما بين 1.5 و2 كلم، مما سيصعب على المعتمر التنقل خمس مرات في اليوم بين الفندق والحرم المكي لأداء الفرائض الخمس، خصوصا بالنسبة لكبار السن الذين يصعب عليهم تحمل عناء الظروف الجوية القاسية بالمملكة العربية السعودية، التي تشتد فيها درجات الحرارة خلال فصل الصيف، لكنه طمأن المعتمرين بتوفير وسائل النقل، داعيا الوكالات السياحية للالتزام بوعودها تجاه المعتمرين . وقدر السيد سنوسي تكلفة الإقامة في فندق قريب لا يبعد عن الحرم المكي سوى بمسافة تتراوح ما بين 300 و500م ب45 إلى 50 مليون سنتيم، وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين 20 و30 رمضان، أي العشر الأواخر، "غير أن طبيعة عقلية الجزائريين الذين يفضلون أداء العمرة في إطار أفراد الأسرة الواحدة يجعل من المستحيل اقتسام غرفة واحدة فيما بينهم، لذلك يلجأ كل واحد منهم لاستئجار غرفة منفردة"، متوقعا بأن يصل معدل العمرة إلى 22 مليونا، وقد لا تزيد عن 19 مليونا بالنسبة لبعض الوكالات، زائد مصاريف الفطور والسحور وتذكرة الطائرة، وتبقى هذه القيمة مرهونة بالمسافة التي تربط ما بين الحرم المكي والفندق . وفيما يتعلق بظروف نقل المعتمرين إلى العربية السعودية، قال المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للوكالات السياحية بأن الوكالات المعنية بتنظيم هذا الموسم والتابعة لمنطقة الوسط لم تتلق لحد الآن الرد من شركة الخطوط الجوية الجزائرية، في حين أن العروض التي تقدمها شركة الخطوط السعودية جد محدودة ولا تلبي الطلبات، في وقت ترفض السلطات الجزائرية الترخيص للوكالات بالتعامل مع الشركات الأجنبية للطيران، وهو المطلب الذي رفعه شريف مناصر نائب رئيس النقابة عن منطقة الشرق، الذي تخوف من أن تزيد مدة إقامة المعتمرين عن 45 يوما بسبب نقص رحلات العودة .