شرعت المديرية الولائية للأمن الوطني بورقلة في تنفيذ برنامج ومخطط أمني استثنائي خاص بشهر رمضان المعظم داخل الإقليم الحضري، حيث لم يسبق وأن تم إعداد هذه الخطة الأمنية بهذا الحجم خلال المواسم الماضية، وجاءت بالنظر لعديد العوامل التي تميّز به ورقلة هذا العام عن سابقه. صنّفت المديرية العامة للأمن الوطني خلال شهر رمضان لهذا الموسم ولاية ورقلة من ضمن أكبر الولايات الجمهورية المعنية برفع درجة التأهب والاستنفار الأمني خلال الشهر الفضيل لهذا العام، بالنظر لعديد العوامل من بينها دخول الترامواي الخدمة والذي يستقطب أعدادا هائلة بالآلاف من المواطنين خلال سهرات رمضان، بالإضافة إلى تواجد الأجانب بجنسياتهم المختلفة العاملين في حقول البترول بحاسي مسعود، كما أن الشهر الفضيل هذا الموسم تزامن مع فترة الامتحانات الجامعية وهو الأمر الذي سيزيد عبئا بوسط المدينة بزحف أكثر من 20 ألف طالب مقيم إلى شوارع وأرجاء عاصمة الجنوب الجزائري ليلا لقضاء السهرات الرمضانية بالساحات العمومية وشوارع المدينة. وفي هذا الإطار أوضح رئيس أمن ولاية ورقلة عميد الشرطة يحي بوصلاح ل"الشروق" أن مصالحه جندت تعدادا بشريا هائلا من كل المصالح الولائية كمصلحة الأمن العمومي والشرطة القضائية والشرطة العامة والتنظيم، حيث تم تقسيم فرق التناوب على 3 أوقات، تبدأ الأولى من 7.30 صباحا إلى 14.30 مساء، والثانية من 14.30 مساء إلى غاية وقت الإفطار، فيما تبدأ مهمة الفرقة الثالثة بعد الإفطار إلى غاية الثانية صباحا مع إمكانية التمديد حسب الوضع السائد، حيث ستتواجد فرق الأمن العمومي البالغ عددها 12 فرقة و5 كتيبات أهمها كتيبة التدخل السريع في كامل مفترق الطرقات وخاصة في الفترة الصباحية والليلة، بالإضافة إلى التوغل وسط الأسواق والمرافق العامة بالزي الرسمي والمدني وعبر المركبات والدراجات النارية والدوريات الراجلة، كما استحدثت فرقة أمنية خاصة بالترامواي تتواجد داخل العربات، بالإضافة إلى محطات توقف الترامواي لضمان تنقل آمن للمواطنين، حيث ستقوم بعمليات التفتيش والتلمس ضد المشبوهين بالاستعانة بكاميرات المراقبة، كما ستكون أحياء شيغيفارة وبني ثور والشرفة تحت حصار أمني باعتبارها أماكن تستقطب أعدادا هائلة من المواطنين للتسوّق، كما أنها بقعة خصبة لعصابات السرقة وترويج المخدرات. أما الشرطة القضائية، فستكون بدورها منتشرة بالزي الرسمي والمدني وبمركباتها وخاصة فرقة "البياري" التي شرعت في القيام بعمليات شرطية ليلا للأماكن المشبوهة وتشديد الخناق على بارونات ومروّجي المخدرات، كما أنها ستجوب الأسواق لتوقيف المجرمين ومحاربة التجارة الطفيلية والأكشاك المؤقتة التي تنتشر خلال شهر رمضان، كما منعت مصالح الأمن وإلى غاية عيد الفطر المبارك دخول السيارات إلى سوق السبت والشرفة، كما أوكلت مهمة حماية الأجانب بمختلف جنسياتهم للشرطة القضائية بكل من عاصمة الولاية ورقلة وبحاسي مسعود، فيما ستساهم خلية الاتصال والصحافة بتنظيم إفطار جماعي لمستعملي الطريق بمفترق الطرق باتجاه تقرت حاسي مسعود وغرداية. وختم رئيس أمن ولاية ورقلة حديثه ل "الشروق" أن هذه الخطة الأمنية الإستثنائية هدفها ضمان رمضان آمن في سكينة وطمأنينة من خلال سلامة الأشخاص من الجريمة الحضرية في كل الأماكن العمومية بما فيها المساجد، كما أضاف أن جميع المصالح تم تجنيدها، منهم الإداريون والتابعون لمقرات الأمن الحضري، وأن هذه الخطة تشمل كذلك القطبين الكبيرين التابعين للولاية حاسي مسعود والولاية المنتدبة تقرت.