انتهت رسميا الخميس عملية البحث عن جثة الشيخ المفقود في فيضانات عين لكبيرة شمال ولاية سطيف بعد ما باءت كل المحاولات بالفشل ليصنف المرحوم كضحية مفقودة. العملية التي دامت أسبوعا كاملا بدأت في اليوم الأول من شهر رمضان الذي لم يكن عاديا ببلدية عين لكبيرة التي دخلت الشهر الفضيل في حالة من الهلع بعد ما تحولت الأمطار الغزيرة إلى سيول جارفة خلفت ضحيتين. وقد تم تشيع جنازة أحدهما، بينما ظل الشيخ الثاني في تعداد المفقودين، وحسب أهل الضحية الأول فقد كان متوجها لشراء الحليب على متن مركبة تجارية من نوع هاربين وفضل التنقل بمفرده رغم إلحاح ابنه للذهاب بدله، وبعد نزوله بالمركبة لحقته أمواج عاتية جرفته على مسار الوادي لمسافة بعيدة، ولم تتوقف المركبة إلا بعد ارتطامها بشجرة أين تم العثور على الضحية جثة هامدة بعدما تحولت مركبته الى كتلة حديدية محطمة. وأما الضحية الثاني فهو شيخ يبلغ من العمر 61 سنة يدعى بن معوش مبروك والذي كان يراقب أغنامه قبل أن تفاجئه الأمطار فطلب من ابنه أن يتمسك بشجرة، بينما استسلم هو لقوة المياه التي التهمت أغنامه وقادته إلى مكان مجهول لحد الساعة. الفقيد تلقى قبل الفيضانات مكالمة هاتفية من أحد الأقارب فحدثه عن غزارة الأمطار وقال له بالحرف الواحد "لسنا متأكدين إن كنا سنفطر الليلة". وبالفعل لم يفطر المرحوم في البيت تلك الأمسية التي تصادفت مع أول أيام شهر رمضان. من جهتها تحركت مصالح الدرك بحثا عن الفقيد منذ الوهلة الأولى فتوالت عمليات التمشيط التي شملت مسار الوادي على مسافات بعيدة فاقت 20 كلم، وكان ذلك بتجنيد أكثر من 200 دركي مع الاستعانة برجال الحماية المدنية، ثم تم تكثيف عمليات البحث مع نهاية الأسبوع، حيث ارتفع عدد رجال الدرك إلى 300 دركي، بينما جندت مصالح الحماية المدنية 70 عونا مستعينة بوسائل حفر يدوية، وكانت العملية أكثر دقة مع تمديد المسافة من دوار لقراقرة إلى غاية بلديتي الدهامشة وبني عزيز على مسافة بلغت حوالي 35 كلم وهو مسار جبلي يتميز بصعوبة المسلك والذي تم قطعه مشيا على الأقدام. واستعان رجال الدرك بالكلاب البوليسية وطائرة مروحية رافقت العملية جوا، ورغم الجهود الكبيرة التي بذلت طيلة يوم الخميس الماضي تحت درجة حرارة مرتفعة وصلت 34 درجة، إلا أن العملية انتهت ببحث دون جدوى لتكون بذلك آخر عملية منظمة تم على إثرها ترسيم فقدان الضحية، والعائلة الآن مطالبة بأداء صلاة الغائب في حقه واحتسابه من الشهداء الغرقى، ليبقى الأهل والأقارب يذكرونه في بداية كل شهر رمضان.