عرفت الأندية الباتنية مصيرا بئيسا، في ظل تواصل المهازل، والعجز عن الصمود في الأقسام العليا، وهو الأمر الذي سيجعل الولاية رقم 5 دون فريق يمثلها في الرابطة المحترفة الأولى أو الثانية، ما يجعل الجميع غارقا في القسم الهاوي وجحيم الأقسام السفلى. وقد شكل سقوط شباب باتنة صدمة كبيرة لدى أنصاره ومحبيه، خاصة وأنه الإنجاز الثاني على التوالي من هذا النوع، ففي الوقت الذي لم يحافظ على صعوده إلى حظيرة الكبار منذ عامين، فإن الأكثر من ذلك فقد عزز انجازاته بسقوط ثان إلى القسم الهاوي، وكأنه رفض المكوث على الأقل في الرابطة المحترفة الثانية، وهو ما سيجعله الموسم المقبل يصارع من أجل الصعود للعودة إلى مكانته الحالية إذا توفر المناخ المناسب، يحدث ذلك في ظل حالة التسيب الإداري وأزمة المديونية وضحالة التركيبة البشرية، ما جعل الكثير يتنبأ بسقوط الفريق قبل انطلاق الموسم، بسبب الهجرة الجماعية لأغلب الركائز، ما اضطر الهيئة المسيرة السابقة إلى الاستعانة بخيار انتداب لاعبين مغمورين بعد خضوعهم لسلسلة من الاختبارات الفنية والبدنية، وهو الإجراء الذي وصفه الكثير حينها بالمجازفة، فيما برر المسيرون هذا الخيار إلى المديونية وغياب السيولة المالية، وكانت النتيجة أن فقد "الكاب" توازنه في منتصف المشوار، ما اضطر المدرب عباس إلى الرحيل مع نهاية مرحلة الذهاب، في الوقت الذي عجز عقون وخليفته غيموز عن ضخ دماء جديدة، فكان السقوط مجرد تحصيل حاصل، وأعاد إلى الواجهة سيناريوهات تحطيم الأرقام القياسية في السقوط التي شهدها الفريق منذ مطلع الألفية الحالية. على صعيد آخر، ليس الجار مولودية باتنة أفضل حال من "الكاب"، ف"البوبية" فقدت بريقها في المواسم الأخيرة، وأصبحت مجرد فريق عادي يعاني على الهامش، وهذا بعد مغادرتها حظيرة الرابطة المحترفة الثانية منذ 4 مواسم، لتغرق في القسم الهاوي، وحاليا هي تختنق في بطولة ما بين الرابطات، يحدث ذلك رغم ماضيها الكروي وشعبيتها المحترفة، ناهيك عن إنجابها لوجوه كروية معروفة في صورة حمة ملاخسو ورابح سعدان والإخوة زندر ولزهر حاج عيسى والبقية، حيث يجمع الكثير من المتتبعين بأن مولودية باتنة بقيت أسيرة سوء التسيير والتكتلات الناجمة عن الصراعات الداخلية، ما جعل الفريق يدفع الفاتورة غاليا رفقة جمهوره العريض الذي كان إلى وقت غير بعيد يصنع الحدث في ملعب 1 نوفمبر وخارج القواعد، قبل أن يتحول فريقه إلى ناد عادي، وهو يواجه أندية مغمورة في الأقسام السفلى. وإذا كانت الكرة الباتنية قد فرحت نسبيا بصعود شباب عين ياقوت إلى بطولة ما بين الرابطات، وترجي بارك أفوراج إلى الجهوي الأول، ناهيك عن صمود أمل مروانة ونجم بوعقال في القسم الهاوي وما بين الرابطات على التوالي، إلا أن صدمات السقوط طالت أندية أخرى، في صورة شباب عين جاسر الذي عجز عن الصمود في بطولة ما بين الرابطات رفقة أمل بريكة الذي غادر ذات المستوى، وهو الأمر الذي انعكس على مكانة أندية أخرى في الجهوي الأول التي تدحرجت إلى الجهوي الثاني.