لازالت حاثة إقدام المعتمر "عزوز بوطبة" البالغ من العمر 26 سنة، المغترب بفرنسا والمنحدر من قرية عين جربوع، ببلدية بابار، بولاية خنشلة، على الإلقاء بنفسه من أعلى طابق بالفندق الذي كان يقيم فيه بالبقاع المقدسة باتجاه صحن المطاف، تثير الكثير من الجدل وتطرح العديد من علامات الاستفهام حول هذه الحادثة التي تعتبر الأولى من نوعها في بالبقاع المقدسة، والتي يقدم فيها معتمر على الانتحار بتلك الطريقة. لازالت مصالح الأمن السعودية تواصل تحرياتها وتحقيقاتها في الحادثة، بالاستماع إلى عدد من الأشخاص الذين كانوا في الفندق الذي أقام فيه "عزوز بوطبة" قبل وفاته، من بينهم معتمرون جزائريون مغتربون كانوا على نفس الرحلة التي قدم فيها "عزوز" من فرنسا إلى البقاع المقدسّة. وفي سياق متصل ذكرت مصادر مقربة من محيط عائلة بوطبة، أنه تمت إقامة مجلس لتلقي التعازي من طرف أفراد أسرته المقيمين في فرنسا، والذين يترقبون بشغف كبير نتائج التحقيقات التي تعكف عليها السلطات الأمنية السعودية، لمعرفة الأسبالب الحقيقية التي دفعت عزوز لرمي نفسه من الطابق العلوي للفندق يوم الجمعة الماضي، وتزامن ذلك مع العشر الأواخر من الشهر الفضيل، في وقت رجحّ مقربون من "عزوز بوطبة" فرضية تأثره بوفاة والدته بالبقاع المقدسّة، خلال موسم الحج لسنة 2007، وعمره أنذاك لم يتجاوز 14 سنة، خاصة وأن عزوز كان الابن المدلل لوالدته المرحومة، وأنه يكون قد أقدم على إنهاء حياته في البقاع المقدسّة حتى يتسنى لجثته أن تدفن بجوار قبر ولدته في اعتقاده. فيما ذكر آخرون أن العلاقة التي كانت تربط عزوز بدجال من جنسية عربية، عمل على إقناعه بالإعجاز العلمي العددي، بأن المولودين في 08 جوان، والمتواجدين بالحرم المكي، مع العشر الأواخر من رمضان، بإمكانهم القفز من أعلى الحرم، وسيظلون يطيرون فوق الكعبة، وهم من المبشرين بالجنة، وهو ما قام به عزوز وفقا لتوجيهات الداعية الفلسطيني. وكل ما تم تداوله عقب أول حادثة انتحار لمعتمر جزائري في الحرم المكي، يبقى بحاجة إلى نفي أو تأكيد في انتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات الأمنية التي باشرتها السلطات السعودية في الحادثة.