أبدى مجلس الشيوخ الفرنسي انزعاجا صريحا من التقارب الجزائريالصيني على الصعيدين التجاري والاقتصادي والفضائي (الأقمار الصناعية)، مشيرا إلى ان الصين بصدد استحداث طرق حرير بمفهوم جديد اقتصادي وتكنولوجي من باكستان وصولا إلى الجزائر والمغرب وهو ما يستدعي تحركا فرنسيا وأوروبيا لمواجهة هذا الامتداد الصيني. ورد هدا الانشغال الفرنسي من التقارب الجزائريالصيني ودول اخرى، اقتصاديا وتجاريا وفضائيا، من خلال تقرير اعلامي لمجلس الشيوخ الفرنسي(السينا) من 183 صفحة مؤرخ في 30 ماس 2018 وتم إعداده باسم لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة. ونقرأ في التقرير أن الصين بصدد حث دول عديدة على الانضمام لسياستها الفضائية لإطلاق الأقمار الصناعية وهي بذلك بصدد إقامة طرق حرير بمفهوم جديد هو الاقتصاد والتجارة والتكنولوجيا الفضائية، موضحا ان هذه السياسة عرفت تسارعا لافتا في السنوات الأخيرة. ولفتت الوثيقة الى أن الصين وفي اطار سياستها الرامية لتوسيع سياستها الفضائية لإطلاق الأقمار الصناعية وتسييرها والتحكم فيها قامت بتوقيع عقودها الأولى سنة 2010 مع الجزائروباكستان وفنزويلا وتضمنت العقود تحمل بكين لجزء من التكلفة المالية لهذه العمليات. وحسب معدي التقرير فإن هذا الأمر من خلال إطلاق قمر صناعي جزائري حديث شهر ديسمبر الماضي من منصة عبر صاروخ صيني تم ذلك في اطار إستراتيجية تحمل الصين لجزء من التكلفة المالية اضافة لتوفير القمر الصناعي بحد ذاته. وعرج تقرير سيناتورات فرنسا على التقارب الجزائريالصيني في مجال البنى التحتية والمنشآت، مشيرا إلى أن البلاد قامت بإنجاز مشروع الطريق السيار شرق غرب الذي عرف تأخرا في تسليمه وتكلفة اضافية لقيمته الحقيقية وسوء إنجازه وعدم دفع أجور العاملين في المشروع، دون أن تقع أي مسؤولية على هذه الشركات الصينية. ووفق التقرير دائما فإن الصين وفي إطار طرق الحرير الجديدة قد ظفرت بمشاريع كبرى ومتعددة لتطوير المنشآت والبنى التحتية وهو ما تجلى في المغرب من خلال المدينة المالية الجديدة للدار البيضاء والمناطق التجارية والصناعية في طنجة. أما في الجزائر وفي اطار سياسة طرق الحرير الجديدة للصين فإن بكين بصدد انجاز ميناء ضخم جديد في اشارة لميناء الوسط بالحمدانية قرب شرشال يضاف له الطريق العابر للصحراء الذي سينشط المبادلات بين طرفي الصحراء الشمالي والجنوبي. واشار التقرير الى أن فرنسا يمكن لها أن تظفر بحصة وتتعاون مع الصين في مشاريعها الكبيرة في الجزائر والمغرب. وأوصى التقرير بأن تنتهج فرنسا سياسة وطنية واوروبية باعتبارها رائدة في المجال الفضائي لمواجهة تمدد الصين في اطار طرق الحرير الجديدة. كما أوصى التقرير بضرورة الحذر من الطرق الجديدة للحرير للصين في الجزائر والمغرب وبقية الدول، لأنه يبدو أن ليس لها أهداف اقتصادية بحتة.