ضيفنا المُلحن والمايسترو الفنان الموسيقي عازف الكمان، الذي ترك مكانة في قلوب مُحبيه ومتذوقي الفن الأصيل، من منا لا يتذكر عزفه المُتميز إلى جانب الشاب خالد بأغنية "بختة"، إنه قويدر بركان الذي كانت انطلاقته الأولى من محطة تلفزيون وهران كعازف بالجوق الذي أداره عميد الأغنية الوهرانية المرحوم بلاوي الهواري، وهو من أعجب الفنان أحمد وهبي بعزفه وقرر توظيفه، كشف في حواره مع مجلة "الشروق العربي" أنه تعرض للسرقة، حيث استولى الفنان المغربي "سعد المجرد" على لحن أغنيته، مُنوها أنه لم يلجأ إلى العدالة، بل توجه مُباشرة للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، التي وعد مسؤولها بمساعدته، لكنه لم يسترجع حقوقه بعد، وتحدث ضيفنا عن نيته في تنظيم مهرجان الأغنية الوهرانية، إلى جانب تحضيره لمقاطع جديدة من قصيدة الخالدي "بختة" التي ستحمل توزيعا موسيقيا من توقيعه، وتقديمه لكلمات وألحان أغنية عن ظاهرة "الحرقة" وأمور أخرى ستكتشفونها في هذا الحوار… راودك حلم قبل ولوجك عالم الفن، أن تصبح رجل أمن، لماذا طلُق المايسترو قويدر ذلك الحلم؟ صحيح، كانت لدي رغبة أيام الدراسة وبالأخص عندما لم أنجح في امتحان شهادة الباكالوريا، قررت وقتها أن أسجل بسلك الأمن "الشرطة"، لكن والدي منعني، وكان يريد أن أكمل دراستي لأصبح مُحاميا أو طبيبا، لكن شاء القدر أن أتوجه إلى عالم الموسيقى، والتحقت بجوق الإذاعة والتلفزيون أواخر السبعينات. لديك قصة مع أسدي الأغنية الوهرانية المرحومين أحمد وهبي و بلاوي الهواري، في بداياتك الفنية؟ في بداياتي الفنية شجعني الفنان المرحوم أحمد وهبي، بالأخص عندما سمع عزفي على الكمان، وهو من يرجع له الفضل في توظيفي بالجوق بالإذاعة والتلفزيون بمحطة وهران الجهوية، مع العلم أن مدير الإنتاج أنذاك صايم الحاج، هو من اكتشف موهبتي،والفنان المرحوم بلاوي الهواري كان هو قائد الجوق، وقد نبت عنه وترأست الجوق عندما ذهب لأداء مناسك الحج، وكان ذلك سنة 1984، واستمر ذلك إلى سنة 1988، أين توقف الجوق وبعدها في فترة العشرية السوداء سافرت إلى فرنسا. تعاملت مع العديد من الفنانين، هل لك أن تذكر لنا البعض من أعمالك؟ نعم، في بداية الثمانينات تعاملت مع المطربة جميلة ساحلي في لحن اغنية "يا سفينة الغرام"، كان أول لحن لي، وطابعها شرقي، ثم تلتها أغنية لبارودي بخدة تحت عنوان "ياحبابي هذا حالي" طابع وهراني، ثم لحنت أغنية للشاب خالد سنة 1982 والتي حملت عنوان "طال عذابي"، ثم مليكة مداح قدمت لها لحنا لأغنيتها "دمروني العشاق" التي تحصلت على العديد من الجوائز منها الجائزة الأولى بقرطاج تونس وبإذاعة فرنسية،ثم بعدها تعاملت مع الشاب حسني والشاب مامي والشاب خالد، وقد أبدعت معه في العزف على آلة الكمان بالأخص في أغنية "بختة" و"وهران" التي نالت رواجا واسعا وقد جلنا بها العالم. رافقت مهرجان الأغنية الوهرانية، وسطع نجمك منذ الطبعات الأولى، ما سبب غيابك السنة الماضية؟ نعم، وكان لي الشرف، ولقد بذلت مجهودات مع رفقائي أعضاء الجوق، لكن السنة الماضية اعتذرت وتأسفت، لأن التقشف مس ميزانية المهرجان بنسبة 70 بالمائة، وأنا اعتبر المهرجان كأحد أولادي، وهو يعد كمخبر لهذا الطابع الغنائي، وهذا الحدث الفني يجب أن يقدم لأهله ولا نسمح للدخلاء بتنشيطه أو تنظيمه، لذلك أسست جمعية ذات طابع ثقافي "عيون الفن والإبداع"، ولدينا رغبة كبيرة في تنظيم المهرجان وسنطلب الإذن من وزير الثقافة السيد عز الدين ميهوبي. سبق لك وأن صرحت أن الأغنية الوهرانية ظلمت في الآونة الأخيرة وكأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة؟ والله شيء مُؤسف، لأنها أولا فقدت جُمهورها العريض،وفقدت أعمدتها آخرهم المرحوم بلاوي الهواري، والشباب الآن على الرغم من أنهم يتمتعون ويملكون أصواتا جميلة، لكنهم يلهثون وراء الربح السريع، وبذلك أصبح مستوى الأغنية الرايوية في الحضيض، والأغنية الوهرانية غير تجارية بالعامية "محقورة"، وأصبحت تحتضر وتلفظ أنفاسها الاخيرة، لكنني أحيي اختيارات بعض الفنانين الشباب الذين حافظوا على هذا الطابع الغنائي أمثال: معطي الحاج، صابر الهواري، بارودي بخدة، هواري ولهاصي، شريقي عبد القادر وغيرهم، ومن المفروض أن تدعمهم الجهات الوصية لتحفيزهم وتشجيعهم وشكرهم وتقديرهم على المجهودات التي يبذلونها للحفاظ على طابع الاغنية الوهرانية الأصيلة. على ذكر الفنان هواري صابر، فقد كان لك تعامل معه مؤخرا، حدثنا عن المشروع؟ لقد قدمت له أغنية من كلماتي وألحاني وهي خاصة بظاهرة "الحرقة" التي عادت من جديد"، يُعجبني صوت الفنان هواري صابر وإصراره على التمسك بالطابع الوهراني والأغنية العاطفية، فهو يُركز على انتقاء الكلمات الهادفة والنظيفة، وأنا أشجع الشباب. هل صحيح أنك تعرضت للسرقة الفنية، ولماذا لم تلجأ إلى العدالة،وهل تم تسوية وضعيتك؟ شكرا على السؤال، نعم، للأسف تعرضت لسرقة فنية من قبل الفنان المغربي سعد المجرد، الذي استولى في أغنيته "أنتي باغية واحد" على لحن قديم لي قدمته للفنان المعتزل محمد لمين سنة 1986، وكانت الأغنية تحت عنوان:"إنتي بغيتي الكشفة"، ويُمكنكم التأكد بالإطلاع عليها في اليوتوب. لم ألجأ إلى العدالة، لأنني أتحاشى المشاكل، وثقتي بمسؤولي الديوان الوطني لحقوق المُؤلف والحقوق المجاورة، كبيرة، لقد كلموني من العاصمة ووعدوني باسترجاع حقوقي وكلموا المدير الجهوي بوهران، لكن منذ سنتين وأنا أنتظر ولم يصلن شيء لحد الساعة. هل قدمت أعمالا فنية أخرى على غرار تعاملك مع ملك الأغنية الرايوية الشاب خالد، والشاب حسني، ومامي؟ نعم، لقد قدمت عدة ألحان لبعض الفنانين أذكر منهم هواري ولهاصي وصابر الهواري وآمال عتبي وآية بغدادي، إلى جانب تقديمي مع الجوق ملحمة تاريخية سنة 2012، مع الشاعر سليمان جوادي كانت بمناسبة الذكرى ال50 لاسترجاع السيادة الوطنية، وكانت من تنظيم ديوان الثقافة التابع لبلدية وهران، وشهد الحفل مشاركة الشاب خالد والفنان محمد جبالي من تونس، واعتذرت الفنانة المغربية لطيفة رأفت عن الحضور وقتها، ولدي أيضا عملين آخرين موسيقى تصويرية وجينيريك لمسلسل "حسنة"مع المخرج بوعلام عيساوي، والذي تم بثه بكل القنوات الوطنية،وعمل آخر خاص بموسيقى ترويجية وكانت خاصة بمساجد تلمسان، قدمت هذا العمل بمناسبة حصولها على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية، ولحد الساعة لم أتحصل على مُستحقاتي الخاصة بهذين العملين، ناهيك عن بعض الفيديوهات المنشورة باليوتوب. هل لديك ألبوم خاص بك، وماهي مشاريعك المستقبلية؟ لدي ألبومين، الأول فقدته من الأرشيف القديم، والثاني مُتواجد في السوق، يحتوي على استعراض مُوسيقي مُدته 45 دقيقة من دون إنقطاع، والآن أشتغل على تلحين مقاطع جديدة من قصيدة الخالدي "بختة" بروح جديدة وسنختار من سيؤديها بصوته.