عاد هذه الأيام عشرات المواطنين بالمسيلة ليثيروا إشكالية قديمة جديدة تتعلق بظاهرة انتشار الأوساخ والفضلات عبر مختلف الأحياء، يحدث ذلك رغم الحملات التي استهدفت نقل وجرف، كما يقول هؤلاء، مئات الأطنان من القمامة العشوائية والأتربة. جرت آخر عملية تزامنا واحتفالات عيدي الاستقلال والشباب المصادف للخامس من شهر جويلية، وشهدت إزالة أكثر 5000 طن من نحو 600 موقع تنتشر به الفضلات والأتربة، لكن يتضح أن أحياء وزوايا أخرى لا تزال غارقة في أكوام الأتربة ومختلف أنواع الفضلات والصور التي التقطتها الشروق من خلال جولة استطلاعية عبر مختلف أحياء القطب الحضري الجديد وعماراته المترامية الأطراف تؤكد حالة الوجه الخلفي لتلك الأحياء، وهي تغرق وسط أكوام الأتربة والأوساخ، أن هذا الأمر – يضيف من تحدثوا إلينا- يدل على عدم احترام قواعد النظافة، خاصة إذا تعلق الأمر بمحيط العمارات التي وزعت مؤخرا أو المزمع توزيعها لاحقا، فقد تحوّلت أماكن قريبة منها إلى شبه مفرغات تدل على عدم اكتراث البعض بما تتسبب فيه عمليات تفريغ الفضلات في مناطق وفضاءات على مرمى حجر من أحياء آهلة بالسكان. ونتيجة لذلك لم يخف بعض ممثلي المجتمع المدني سخطهم وتذمرهم من مثل هذا السلوك الذي لا يحترم قواعد النظافة داخل المدينة وخارجها رغم وجود حاويات وأماكن مخصصة لتفريغ الفضلات المنزلية وغيرها، لكن بالمقابل شدّد مواطنون على أهمية تفعيل دور لجان الرقابة والهيئات المختصة، فهناك مقاولات يضيف هؤلاء تستغل فترة الفراغ لترمي مخلفاتها بمساحات وأماكن قريبة من مشاريع سكنية. وفي السياق نفسه، ربط مختصون الظاهرة بالتوسع السريع وشبه المفاجئ لعاصمة الولاية المسيلة، فخلال 20 سنة تقريبا قفزت المساحة التي يتربع عليها العمران الجديد إلى آلاف الهكتارات، ولعل الأبرز في هذا المشهد التوجه العمراني الذي يفتقد في مواقع عدة للقواعد المتعارف عليها، فهناك عمارات بنيت وأخرى يجري إنجازها أصبحت قاب قوسين أو أدنى من مركز الردم بالمويلحة الذي يستقبل يوميا أطنانا من النفايات والفضلات المنزلية، كما أن مشاريع سكنية أخرى أنجزت وسط منخفضات قابلة في أي لحظة لأن تتحوّل إلى مجار مائية في حالة تساقط كميات من الأمطار.