يشهد سوق اللحوم البيضاء منذ بداية موسم الاصطياف ارتفاعا متزايدا في الأسعار، حيث قارب سعر الدجاج 500 دج للكغ بسبب كثرت الإقبال عليه من طرف المواطنين والمطاعم ومحلات الأكل السريع، مقابل تراجع كبير في إنتاجه بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي دفعت الكثير من مربي الدواجن إلى التوقف المؤقت على النشاط، بسبب ظروف الإنتاج التقليدية… ولا يستبعد مربي الدجاج، في حال ارتفاع الطلب أن تبلغ أسعاره 500 دج في محلات البيع بالتجزئة، وبالمقابل فإن جمعيتي حماية وإرشاد المستهلك، وكذا الأمان لحماية المستهلك، دخلتا أمس في حملة مقاطعة رسمية جندت فيها الكثير من المستهلكين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي هذا الإطار أكد مصطفى زبدي إن المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، كانت منذ مدة تتوقع ارتفاعا في أسعار اللحوم البيضاء، بناء على عدة أسباب منها نفوق الدجاج الذي ينتج البيض، ولكن بعد التحقيق والتمحيص تبين أن هناك فارق 50 بالمائة بين أسعار سوق الجملة والتي المحددة من طرف تجار التجزئة، وهذا حسبه أمر لا يمكن السكوت عنه. وأكد أن جمعيته شرعت أمس الإثنين في حملة مقاطعة واسعة جندت من خلالها مختلف وسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي"فايسبوك" و"تويتر"، معتبرا أن أي مقاطعة لمادة غذائية واسعة الاستهلاك ويتم المضاربة فيها، فهي عقلانية. حملة المقاطعة دعت إليها أيضا جمعية الأمان لحماية المستهلك، حيث دعا رئيسها حسان منوار إلى رفع ثقافة الاستهلاك في الجزائر، من خلال مقاطعة هدفها ضبط السوق، متهما تجار اللحوم البيضاء ب"مص" دماء الجزائريين، مستغلين فترة الاصطياف والأعراس، والحفلات، وقال إن أسعار الدجاج في سوق التجزئة مبالغ فيها، ولابد أن تنظيم حملة "خليها تتعفن" عن طريق الفايسبوك، لتخسيس أرباب العمل والمسؤولين في السلطة، والقضاء على ظاهرة ما أسماه ب"جنون الأسعار". وناشدت كل من جمعية حماية وإرشاد المستهلك، وجمعية الأمان، وزارة التجارة بالإسراع لإقامة أسواق جملة لتقنين أسعار لحوم الدجاج، ودعت وزارة الفلاحة والصناعة إلى استثمار حقيقي، للتحكم في تربية وتسويق الدواجن. اتهموا الحكومة بابتزاز المنتجين مربو الدواجن يبررون: لهذه الأسباب ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء أرجع رئيس جمعية مربي الدواجن، عيد نور الدين، أسباب الارتفاع الملحوظ في أسعار اللحوم البيضاء، إلى ديون تراكمت على المربين، وإلى زيادة ب 19بالمائة للقنطار الواحد من حبوب الذرة والصوجا، وهذا بعد زيادة في الضريبة على القيمة المضافة، وقال إن هذه المشاكل جاءت بعد 8 أشهر من قرار الحكومة بمنح رخصة للمؤسسة العمومية لتربية وتغذية الدواجن، لتزويد منتجي اللحوم البيضاء، بالصوجا والذرى، وهذا بنسبة 50 بالمائة مع مطالبة مربي الدواجن بالدفع"كاش"، حيث أوضح نور الدين عيد، أن الخواص الذين كانوا يتعاملون معهم في مجال تغذية الدواجن، وبنسبة 70 إلى 80 بالمائة، وبعد هذا القرار طالبوهم بالديون المتراكمة لديهم، على أساس أن تعاملهم مع مربي الدواجن كان يتم أحيانا بالتقسيط أو الدفع لاحقا. واعتبر رئيس جمعية مربي الدواجن، عيد نور الدين، أن ما قامت به الحكومة سنة 2017، تسبب في جملة من المشاكل ظهرت مع اقتراب نهاية 2018، حيث غادر 40 بالمائة من مهني تربية الدواجن عملهم، وقلص بعض الذين بقوا يزاولون نشاطهم طاقة الإنتاج، بحيث الذي كان ينتج 5 ألاف طير من الدجاج أصبح ينتج ألفين دجاجة فقط، والذي يربي 40 ألف دجاجة تراجع إنتاجه إلى 10 ألاف دجاجة. وعن أسعار تغذية الدواجن، قال نور الدين عيد إن سعر القنطار من الصوجا بعد أن كان 2700دج، وصل اليوم إلى 8000دج، وهي كلها مبررات يجدها المربين محتمة لرفع أسعار اللحوم البيضاء، مضيفا أنه في حال ارتفاع الطلب لا يُستبعد بلوغ سعر الكيلوغرام 500 دج. جمعية التجار تطالب بإنجاح حملة المقاطعة المخيمات والفنادق والمطاعم تستهلك 40 بالمائة من الدجاج دعا رئيس جمعية التجار الجزائريين، حاج الطاهر بولنوار إلى مساندة حملة مقاطعة اللحوم البيضاء التي تدعو إليها جمعيات حماية المستهلك، وقال إن غياب ثقافة استهلاكية في المجتمع الجزائري حال دون تخلي الكثير عن شراء الدجاج، سيما الذين يرتادون الشواطئ وأصحاب الأعراس والملائم. وتوقع بولنوار انخفاضا ملحوظا في أسعار اللحوم البيضاء مع اقتراب عيد الأضحى، وذلك بحوالي 60 دج للكيلوغرام، مؤكدا أن الأسعار الحالية وصلت في بعض نقاط البيع إلى 450 دج، بينما متوسط السعر في سوق اللحوم البيضاء يصل حدود 410 دج للكيلوغرام. وأكد رئيس جمعية التجار الجزائريين أن 40 بالمائة من اللحوم البيضاء خلال أوت الجاري، توجه للمخيمات الصيفية والمطاعم الساحلية، في حين أن الأعراس والولائم وحفلات توديع الحجاج، ساهمت بشكل كبير حسبه في رفع أسعار الدجاج، مع العلم يقول أن هناك أسبابا كثيرة أدت وخلال شهري جويلية وأوت إلى زيادة ملحوظة في أسعار اللحوم البيضاء.