طفت السيادة الوطنية والشهداء ومكافحة الفساد على خطابات الأحزاب السياسية بمناسبة الحملة الانتخابية، حيث اختارت معظمها التوجه للناخبين بشعارات تذكرهم "بالمناسبة" بضرورة إنقاذ الجزائر من الفساد وبنائها معا وفاء لأرواح الشهداء والثورة، بينما سينبه الاففاس، المقاطع للانتخابات، المواطنين إلى أن "الانتخاب يعني إعادة إنتاج الفشل". حركة الإصلاح الوطني، وبعد هدوء الزوبعة التي كادت تخلفها عن موعد ال17 ماي المقبل اختارت مخاطبة المواطنين خلال الحملة الانتخابية بشعار "وفاء لعهد الشهداء : لدولة جزائر جمهورية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية"، حيث يظهر من خلال الشعار أن القيادة الجديدة للحركة تريد أن تجمع حولها المزيد من الجزائريين بعد الشقاق الذي بين صفوفها، بتنويع مشاربهم بين الوطني والديمقراطي والاجتماعي في إطار شامل لمبادئ الإسلام التي تنضوي تحتها حركة مجتمع السلم. بينما اختار حزب جبهة التحرير الوطني أن يدعو الجزائريين إلى بناء ما خربته سنوات الأزمة من خلال شعار "اليد في اليد لإعمار جزائر المجد"، معتمدا على تقييم حصيلة الحزب في العهدة السابقة التي يراها "إيجابية"، مع استعمال أهداف برنامج الحزب في مختلف المجالات كأرضية لمخاطبة المواطنين، لكن الخطاب سيتكيف مع خصوصية كل قطاع حسب ما أكده سعيد بوحجة. وإلى ذلك أراد حزب التجمع الوطني الديمقراطي حث المواطنين على ضرورة حث المواطنين، من خلال الشعار الذي يدخل به اليوم الحملة الانتخابية "أمل وعمل لضمان الاستقرار الوطني"، للمحافظة على استقرار البلاد، من خلال برنامج انتخابي طويل عريض يتضمن 140 مقترحا، يعرض من خلاله الأرندي تصوره في إخراج البلاد نحو آفاق أفضل. ورغم اختلاف حزب العمال اختلافا جذريا مع الأرندي في المبادئ والطرح إلا أنهما تقاربا في اختيار الزاوية التي يتوجهان منها للمواطنين، وقد فضل حزب العمال التوجه للمواطنين بخطاب يطالب فيه بالحفاظ على المكتسبات الوطنية التي تحققت منذ الاستقلال مثل الحفاظ على مؤسسات القطاع العمومي وخيرات البلاد وثرواتها، التي تضمن وحدها وحدة الوطن وسيادته حسب الحزب، ومن ثم يأتي شعار الحملة الانتخابية "دفاعا عن السيادة الوطني" تأكيدا لمبادئ الحزب المعروفة في رفض الخوصصة وتمكين الأجانب من ثروات البلاد، ويتضمن البرنامج الانتخابي لحزب لويزة حنون 20 التزاما للدفاع عن السيادة الوطنية في كامل مجالاتها، طبع في 2 مليون نسخة، بعدد التوقيعات التي جمعها الحزب لحملاته المختلفة. أما حركة مجتمع السلم فتتوجه للناخبين لحساب تشريعيات ماي المقبل بخطاب يشبه كثيرا خطها السياسي بعنوان "التغيير الهادئ : معا نقاوم الفساد ونبني البلاد"، ويعلم الجميع أن رئيس حمس كانت له وقفة خاصة مع ملف الفساد، حيث كان أول من رفع صوته للمطالبة بكشف المسؤولين المتورطين في قضايا الفساد وأكد أنه يملك قائمة بأسمائهم، ما جر عليه زوبعة من الانتقادات اللاذعة جاء أهمها من رئيس الدولة، كما كان رئيس الحركة من بين أهم من وقفوا أمام محكمة البليدة للشهادة في اكبر قضية فساد تشهدها الجزائر، ولعل خطاب حمس طوال عمر الحملة الانتخابية سيطلعنا ببعض ما خفي من تلك الملفات. و قرر التجمع من أجل الثقافة و الديمقراطية أن يبقي على نفس شعار مؤتمره الثالث "معا لجزائر الغد" الذي استلهمه حسب مسؤوليه من عبارة المرحوم محمد بوضياف المشهورة "الجزائر قبل كل شيئ". أما الجبهة الوطنية الجزائرية فاكتفت لتشرح برنامجها للناخبين بالتلويح بالعلم الوطني شعارا لها "العلم رايتنا"، و ركزت حركة النهضة من جهتها في حملتها على ظاهرة الفساد، طلبة من الجزائريين مساعدتها على مكافحة الفساد و اختارت تحت شعار "لا للفساد و لفقدان الأمل". ومقابل هذا لن تتخلف جبهة القوى الاشتراكية عن الركب وقرر حزب آيت احمد هو الآخر خوض حملة لشرح قراره مقاطعة الانتخابات، واعتبرها حملة سيقوم بها في 38 ولاية أين يتواجد مناضلوه وهياكله، وليست حملة مضادة، مثلما أكده مسؤولو الاففاس، ولذلك أيضا شعارات "الانتخاب معناه إنتاج الفشل من جديد" و"لنبني المستقبل مع المواطنين، معتبرا أن الانتهازيين أصبحوا يجنون أرباحا من استثمارهم في الأحزاب أحسن من أي مؤسسات اقتصادية. غنية قمراوي:[email protected]