تمثل جمعية نوميديا الثقافية لولاية برج بوعريريج، الجزائر في فعاليات الطبعة ال22 من المهرجان المحلي لمسرح التجريب بمدنين بتونس، المزمع تنظيمه من 21 إلى 25 أفريل الداخل، بمشاركة العديد من الفرق المسرحية وكوكبة من الفنانين الفاعلين في الفن الرابع. وكشفت الجمعية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" أنّ العمل الذي تشارك به هو مسرحية "نستناو في الحيط" للمخرج حليم زدام. وقالت الجمعية: "أولى ثمرات النجاح ورفع تحدي جديد بمسرحية "نستناو في الحيط" من إعداد وإخراج الفنان حليم زدام". وأضاف المصدر ذاته: "المسرحية تمثل الجزائر كضيف شرف الطبعة ال22 للمهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدينة مدنين بتونس الخضراء". وتعتبر مسرحية "نستناو في الحيط" عصارة ورشة تكوين وإعداد الممثل استمر لثمانية أشهر، أشرف عليها حليم زدام بمدينة البرج، بالتنسيق مع المسرح الجهوي ل"العلمة" وشارك فيها 12 متربصا. وتدور أحداث "نستناو في الحيط" حول مجموعة من الشباب الذين يتخذون من الجدار أو الحائط في شوارع المدينة، فضاء للتعبير عن هممهم وتحقيق أحلامهم كذلك، الحائط يعدّ هويتهم وذاكرتهم ووسيلتهم لبلوغ غاياتهم. ومن بين تلك الأحلام يجسد المخرج مشهدا مقتبسا من مسرحية "أنتيقون" للكاتب سوفوكليس، مشهد آخر من المسرحية الشهيرة "في انتظار غودو" لصامويل بيكيت، كما يقدم العرض باقة من الأشعار والزجل وعروض جسمانية.
ويشار إلى أنّ مسرحية "نستناو في الحيط" حازت مؤخرا جائزة أحسن إخراج خلال تظاهرة "أيام المسرح الواقعي" بتيارت. وقال المشرف عبد الرزاق بوكبة على "صدى الأقلام" عن العمل في مقال نشره في "العربي الجديد": "في "نستناو في الحيط" لم يكن الحائط مجرّد كلمة تؤثّث العنوان، بل كان شخصية بارزة في العرض. منه منطلق الأحداث، الدّلالات وإليه منتهاها". ويضيف: "إذ لا يوجد في المخيال الجزائري عنصر يمكنه أن يوحي بحالات الانتظار والبطالة مثل الحائط". ويشير المتحدث إلى أنّ الرّؤية الإخراجية للعمل راهنت على التفاؤل، فجعلت الاصطدام بالحائط فرصة للانتباه، العلاج بالصّدمة لا مدخلاً للغيبوبة والغياب.