مع التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة الأربعاء القادم يتجدد ملف النقل المدرسي لنقل قرابة ال2000 تلميذ من أبناء المناطق النائية بالقرى والمداشر ببلديات دائرة الطيبات وخاصة بلديتي الطيبات والنقر صوب المتوسطات والثانويات ويتجدد معه معاناة البلديات مع هذا الملف كل موسم دراسي في ظل نقص الإمكانيات وتهالك العتاد. وعلى الرغم من تدعم المنطقة بمؤسسات جديدة المواسم الماضية، إلا أن ملف النقل المدرسي لا يزال يثقل كاهل بلديات دائرة الطيبات، وخاصة بلديتي الطيبات والنقر، وهذا نتيجة القوانين الجديدة التي اصطدمت بها بلديات الدائرة الموسم الماضي، والذي تسبب في توقف النقل المدرسي لمدة قرابة الأسبوع، بسبب عدم وجود الصيغة المناسبة لكراء الحافلات، في ظل النقص الحاصل لعدد الحافلات بالبلديات المذكورة ونقص الإمكانيات وكثرة التجمعات السكانية وبعدها عن بعضها البعض وإجبارية الاعتماد على النقل لوصول التلاميذ إلى مدارسهم . فبلدية الطيبات، والتي تضم أزيد من خمسة وثلاثين تجمعا سكنيا لا يزال تعدد التجمعات السكانية بها وتبعثر قراها ومداشرها وتباعدها عن بعضها البعض وبُعد هذه التجمعات السكانية عن المؤسسات التربوية وقلة إمكانيات البلدية يجعل ملف النقل المدرسي من أكبر الملفات التي تثقل كاهل السلطات المحلية، خاصة وأن أغلب التجمعات السكانية أطفالها يتنقلون صوب المؤسسات التربوية وباستعمال الحافلات لبُعد المسافة، فأغلب المناطق ارتبط مصير أبنائها بالنقل المدرسي رغم افتتاح هياكل جديدة المواسم الماضية، لكنها ليست كلها قريبة من التجمعات السكانية، فتلاميذ برحمون خاصة تلاميذ المتوسط يتنقلون إلى متوسطة نتاري محمد بالدليليعي على مسافة 40 كلم ذهابا وإيابا، وتلاميذ الخبنة الصحن يتنقلون إما إلى ثانوية ابن رشيق القيرواني أو متوسطة أحمد زبانة بالطيبات على مسافة 5 كلم. كما يتنقل تلاميذ الغردق وحي الأبيار إلى ذات الثانوية، فيما يتنقل كل من تلاميذ المناصرية والقواشيش وحي بوسبسي وبكار الشرقي والغربي وحي الكالتوس ومنطقة السويهلة إلى متوسط نتاري محمد بالدليليعي وثانوية الشهيد زقوني الصغير، وكذا تلاميذ الغربية الذين يتنقلون إلى متوسطة العقون محمد الكبير أو ثانوية ابن رشيق وغيرها من المناطق وفي مجموعها أزيد من 12 نقطة نقل، في حين لا تتعدى قدرة البلدية الأربع حافلات، الأمر الذي اضطر البلدية إلى تأجير حافلات للناقلين الخواص كل موسم دراسي، وإن كانت السنة الماضية قد تمكنت من تأجير حافلات جديدة، والأمر ذاته بالنسبة لبلدية النقر، والتي بها أكثر من 10 نقاط تعد كنقاط سواء من حيث معاناة النقل المدرسي خاصة القرى والمداشر التي تبعد بأكثر من 45 كلم عن مقر المؤسسات التربوية، خاصة تلاميذ الشابي اللويبد أميه بن علي أميه الكبش والنقر الغربي الذين يتنقلون إلى ثانوية علي الدقعة بالنقر ومتوسطة موسى بن نصير النقر. لكن اصطدام البلديات الموسم الماضي بالقوانين الجديدة القاضية بتكفل البلديات بنقل تلاميذ الابتدائي فقط عقد من الوضعية، أين تم اتخاذ الموسم الماضي تدابير خاصة واستثنائية، ولكن هل ستصلح هذه التدابير هذا الموسم كذلك. هذا ويبقى أمل سكان بلدتي الطيبات والنقر والأولياء ومن ورائهم السلطات المحلية أن يتم تدعيم حظيرة البلديتين بحفلات جديدة للقضاء على حجم المعاناة والخروج من الوضعيات القانونية المعقدة .