بسط رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي سيطرته على المديرية الفنية الوطنية، وبشكل خاص مديرية المنتخبات الوطنية التي يشرف عليها المدرب بوعلام شارف، حيث يعمل زطشي منذ مدة على “التخلص” من شارف وأعضاء طاقمه من مدربي الفئات الشبانية، بعد أن استنزف هذه المنتخبات وضم أفضل لاعبيها لأكاديمية بارادو التي يملكها. كشفت مصادر متطابقة ل”الشروق” أن زطشي قرر إقالة مدربي المنتخبات الشبانية الذين جلبهم بوعلام شارف لمساعدته في مهمته في تكوين هذه المنتخبات في نهاية العام الماضي، وتحجج رئيس الفاف بفشل هؤلاء المدربين في مهامهم في بلوغ نهائيات كأس أمم إفريقيا لفئتي أقل من 17 سنة وأقل من 20 سنة، ويتعلق الأمر بالمدرب رشيد أيت محمد، مدرب فئة أقل من 15 سنة، وسليم بوجلة مدرب فئة أقل من 17 سنة، وكذا مدربي فئة أقل من 20 سنة سليم سبع وحسين أشيو، وفرض زطشي ضغطا رهيبا على المدير الفني الوطني رابح سعدان ومدير المنتخبات الوطنية بوعلام شارف في الفترة الأخيرة، حيث طلب منهما إعفاء الثلاثي المذكور من مهامه بحجة فشله في مهمته، وعدم امتلاكه الخبرة للعمل مع المنتخبات الشبانية، ووجد بوعلام شارف، نفسه في موقف حرج للغاية، إذ أنه اليوم “بين نارين”، إما التشبث بموقفه ببقاء مساعديه ووضع رئيس الفاف أمام الأمر الوقع، وإما قبول ضغوطات زطشي والتخلي عن المدربين، والاستمرار في مهمته إلى غاية نهاية عقده في ديسمبر من العام المقبل. وتبدو حجج وذرائع زطشي واهية كونه وافق على انتداب المدربين ووقع معهم عقودا لسنتين دون أي أهداف، فضلا عن أنه كثيرا ما شدد على ضرورة منح الوقت اللازم قصد تكوين منتخبات قوية، وذلك عندما كان في موقف ضعف، بسبب اتخاذه جملة من القرارات السيئة في العام الماضي فيما يخص انتداب المدربين والمدير الفني السابق فضيل تيكانوين، ووجد زطشي في سعدان وشارف وقتها طوق النجاة، بسبب الضغط الرهيب الذي كان مفروضا عليه قبل أن يتغير موقفه ب180 درجة وينقلب عليهما. وبحسب مصادرنا، فإن زطشي استغل تعب وجهد مديرية المنتخبات الوطنية التي تشتغل منذ أكثر من 10 أشهر في انتقاء أفضل اللاعبين عبر مختلف أنحاء الوطن، لصالح أكاديمية بارادو التي يملكها، حيث قام في الصيف الماضي بضم نحو 20 لاعبا من هذه المنتخبات “الفاشلة” إلى مختلف أصناف الفرق الشبانية التي تتوفر عليها الأكاديمية، حيث وقع مع اللاعبين عقودا طويلة المدى قصد الاستفادة من تحويلهم مستقبلا بمبالغ مالية معتبرة.