تعد مدينة حاسي مسعود 80 كلم عن عاصمة الولاية ورقلة الدائرة الوحيدة على المستوى الوطني لم تستفد من أي مشروع سياحي أو ترفيهي، منذ أن تم نشأتها في سنوات السبعينيات إلى يومنا هذا، رغم أنها أغنى دائرة على المستوى الوطني، وتقوم بتمويل وإعانة عديد البلديات سواء على مستوى ولاية ورقلة أو حتى خارجها من ميزانية ذات البلدية، زيادة على أن كثافة السكان قد تخطت 90 ألف نسمة، وهذا كله بسبب قرار حكومي يمنع التوسع والبناء بمحيط المدينة. مازالت معاناة سكان عاصمة الذهب الأسود حاسي مسعود متواصلة منذ سنوات طويلة إلى يومنا هذا فيما يتعلق بعدم توفر المرافق الترفيهية، حيث لا نجد أي حديقة أو مرفق ترفيهي واحد على مستوى كامل أحياء المدينة، هذا الوضع لطالما شكل هاجسا ومعاناة لسكان المنطقة خاصة في فصل الصيف حيث لا تجد العائلات والأطفال أي مكان للترفيه والراحة بسبب درجات الحرارة العالية. وفي هذا السياق، أعلنت مصالح بلدية حاسي مسعود خلال بداية هذا الصيف عن انطلاق مشروع سياحي أو ما يسمى بالقرية السياحية حاسي لاند، إلا أنه ما يثير الكثير من التساؤلات والغرابة مؤخرا هو إعلان بعض المصادر الموثوقة من بلدية حاسي مسعود عن توقف هذا المشروع لأسباب تتعلق بعدم موافقة شركة سونطراك بالمكان الذي سينجز فيه لأنه حسب ذات المصدر تحججت الشركة بتواجد هذا المكان بالقرب من قسم الإنتاج، وهو ما قد يشكل خطراً على سلامة المتسوّقين والعائلات مستقبلا بهذه القرية السياحية المفترضة. لتبقى مدينة حاسي مسعود بذلك خالية من أي مشاريع سياحية واستثمارية بسبب ما يسمى بالأخطار الكبرى التي تصنف بهذه المدينة في مقابل وجود ما يزيد عن 90 ألف نسمة داخل هذه المدينة، فعديد المسؤولين والمنتخبين المحليين وجمعيات المجتمع المدني قد رفعوا مطالبهم في كثير من المرات للسلطات العليا في البلاد برفع التجميد عن هذه المدينة التي وللمفارقة هي أغنى بلدية على المستوى الوطني، في حين لا تستفيد ولا يستفيد سكانها من أي مشروع استثماري أو سياحي منذ أن تم إنشاؤها إلى غاية يومنا هذا. أما فيما يخص المشروع السياحي “حاسي لاند” الذي أعطيت إشارة انطلاقه منذ مدة ثم تم توقيفه حاليا لأسباب قد تكون ليست شركة سونطراك هي السبب الوحيد، كونها كانت بخصوص هذا المشروع بالذات صراعات عديدة تحوم حوله سابقا من قبل أصحاب النفوذ فيما يخص الحصول عليه واستغلاله، وقد برز آنذاك بعض المعارضين من طعنوا في هذا المشروع على أساس أنه يقع في منطقة قرب قسم الإنتاج وهو ما يشكل خطورة على السكان، وهو نفس السبب الذي تحججت به شركة سوناطراك حاليا. الأمر الذي جعل هذا المشروع الواعد مجرد حبر على ورق، والذي بالكاد كان سيوفر خدمات ترفيهية وسياحية عديدة لسكان المنطقة، إلا أن ذلك يبدو بعيد المنال حاليا نظرا لهذه الظروف المحيطة به، وبالتالي استمرار معاناة السكان في إيجاد مكان يلجؤون إليه للترفيه عن النفس إلى أجل غير مسمى، بالرغم من أن بعض المصادر ببلدية حاسي مسعود تؤكد بأنه سيتم البحث عن مكان آخر لاحقا يتم من خلاله إنجاز هذا المشروع السياحي لفائدة سكان المنطقة.